طفل عاجز عن الحركة، غير قادر على المشي، يرى من في عمره يلعب ويتحرك، وهو لا يتمكن من الجلوس ومسك الأشياء، وعند إمساكه للكرة لأول مرة منذ ولادته، وبدء تمائله للشفاء، ظهر على وجهه الفرحة واحتفل والده بهذا الحدث، لكن فرحة الأب لم تدم طويلًا، بعد أن فوجئ بظهور الأعراض نفسها على ابنته الصغيرة التي لم تتخط الـ7 أشهر من عمرها.
3 سنوات ونصف من معاناة أسرة الطفل أحمد عبد الله أبو زيد، الذي يقطن قرية برنشت، مركز العياط بمحافظة الجيزة، بعد ولادته بضمور في المخ، حيث لم تعترض الأسرة على قضاء الله وقدره، وبدأ الأب الذي يعمل باليومية، في رحلة علاج الطفل الذي لم يتخط الـ4 أعوام من عمره.
ورغم تكلفة العلاج والتحاليل الباهظة، إلا أن الأب لم يمد يده احتياجًا لأحد، في محاولة لعلاج طفله ومواجهة ظروف الحياة الصعبة، «العلاج والتحاليل مكلفين جدًا، وكنت بحارب علشان أقدر أعالجه، وأقدر أوفر مصاريف أخواته والبيت»، بحسب رواية الأب لـ«الوطن».
يحكي الأب أن تكاليف علاج ابنه طيلة الـ3 سنوات الماضية، تخطت 70 ألف جنيه، ورغم ذلك لم يتحسن الطفل الصغير، «أنا كنت محوش فلوس وراحت كلها على علاج ابني»، لكن الأب لم يشعر بالتعب من توفير العلاج لطفله من ناحية، وتوفير مصاريف بيته من ناحية أخرى، حتى فوجئ بإصابة ابنته الصغيرة «مكة»، بضمور في المخ منذ عدة أسابيع، «مرة واحدة لقيت البنت مش قادرة تقعد وجسمها مش ماسك نفسه، وكنت فاكر إن ده الطبيعي»، لكن عندما نصحوه أقاربه بالذهاب للطبيب، اكتشف أنها مصابة بنفس مرض شقيقها.
منذ أن علم الأب بمرض ابنته، وهو غير قادر ماديًا على علاجها، ومواصلة علاج طفله، «أنا لسه عارف من أسبوعين بس إنها عندها ضمور في المخ، وصارف أكثر من 300 ألف جنيه على التحاليل والأشعات بس، ومش عارف هعالجهم إزاي».
حيرة الأب وقلة حيلته زادت، فبعد أن كان يبحث عن علاج لطفل واحد، أصبحت الأمور أكثر صعوبة بالبحث عن علاج لطفليه، بسبب عدم قدرته المادية، موضحًا أن التأخير في العلاج يجعل الحالة الصحية للأطفال أكثر سوء، مطالبًا الدولة بتحمل تكاليف العلاج، «أنا أملي في ربنا ثم وزارة الصحة إنهم يساعدوني، أنا نفسي أشوف عيالي زي بقيت الأطفال، وطالب المساعدة من الدولة».
تعليقات الفيسبوك