بعد إعلان السلطات الروسية اكتشاف أول حالة لإصابة البشر بسلالة «H5N8» من إنفلونزا الطيور، بدأ القلق يتزايد حول خطورة انتقال العدوى بين البشر، خاصة أن هذا النوع من الإنفلونزا يُصنف بأنه الأعلى ضراوة بين الفئات المُكتشفة، الأمر الذي يجعله شديد الخطورة عند التحور.
وحتي الآن لم تظهر حالات انتقل فيها الفيروس من شخص لآخر، ولكن ربما في القريب يحدث ذلك نظرًا لسرعة تحوره.
وأكدت رئيس الهيئة الفدرالية الروسية المعنية بحماية حقوق المستهلك، آنا بوبوفا، أن خبراء مركز «فيكتور» اكتشفوا المادة الجينية لسلالة «H5N8»، لدى 7 من موظفي مصنع دواجن يقع في الجنوب الروسي، والذي رصد تفشي إنفلونزا الطيور فيه العام الماضي، حيث أشارت في تصريحات صحفية إلي أن هذه تعد هي أول حالة إصابة بين البشر بتلك السلالة.
ويعلق الدكتور أحمد يوسف، استشاري أمراض الدواجن، علي هذا الأمر، ويقول إن إنفلونزا الطيور عالية الضراوة سواء كانت «h5n1»، أو «h5n8»، ومن ثم يجب اتخاذ الحيطة واتباع الإجراءات الصحية الوقائية عند التعامل مع الطيور المصابة.
وأشار إلى أن «H5N8» يعد الأخطر بين تلك السلالات التي ظهرت لإنفلونزا الطيور وذلك لعدة أسباب، أهمها قدرة هذا النوع على التحور والتغير بسرعة، إلى جانب قدرته على اكتساب جينات جديدة من جراء اختلاطه بفيروسات أخرى تصيب الإنسان أو الحيوان، فضلًا عن قدرته على الانتقال من الطيور إلى الإنسان: «ممكن يسبب مرض حاد للإنسان وحالات كتير بتموت فعلًا بس المضاعفات».
من بين الأسباب التي تجعل الفيروس المتحور أكثر خطورة، أن الطيور الداجنة لا تتمكن عند الإصابة به من القضاء عليه حتى لو تعافت، حيث تستمر في إخراجه لمدة لا تقل عن 10 أيام، ما يتسبب في انتشار المرض بينها حتى ولو بدت سليمة ظاهريًا.
ويشير أيضًا إلى قدرة الفيروس على البقاء في الطيور المهاجرة دون أن يسبب لها المرض، أو يحد من قدرتها على الطيران لمسافات بعيدة، ولا يظهر عليها المرض أو الإعياء، مضيفًا «ده غير إمكانية انتقاله من إنسان لآخر».
وينصح «يوسف» بضرورة الحرص علي تعزيز مراقبة أحوال الوباء، وإكمال آلية الإنذار والتنبؤ، إلي جانب تعزيز قوة المناعة، التي تشكل العامل الأهم في مواجهة الفيروس، وتعزيز إدارة ومراقبة الحجر أثناء حلقات تربية الحيوانات والطيور، وكذلك تعزيز المناعة والمراقبة في المدن الكبيرة والمتوسطة وضواحيها وفي المناطق الحدودية.
ويؤكد استشاري أمراض الدواجن، أهمية تحسين مشروعات مواجهة الطوارئ في حالة إصابة الإنسان بإنفلونزا الطيور ومشروعات العلاج المعنية، وتعزيز المراقبة الطبية، والوقاية الحازمة من انتشار الوباء إلى الإنسان.
وأشار إلى أنه لابد من الإسراع بدفع بناء نظام الوقاية من أمراض الحيوان وإصلاح نظام الإدارة البيطرية، والإسراع بتنفيذ مشروع الوقاية من أمراض الحيوان، ورفع القدرة على الوقاية من أمراض الحيوان والسيطرة عليها.
تعليقات الفيسبوك