محمدحسني مبارك
«قصور مزمن بالكلى ورفرفة أذينية بالقلب».. أسباب وفاة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك المكتوبة في ترخيص الدفن يوم وفاته بـ 25 فبراير عام 2020 الماضي.
وربما لا يعلم البعض ما هي «الرفرفة الأذينية» التي أدت لوفاة مبارك وهو ما ترصده «الوطن»، كما يلي بالتفاصيل:
تعد الرفرفة الأذينية نوع من تحول ضربات القلب لمعدل غير طبيعي أو عدم انتظام في ضربات القلب، ويحدث ذلك عندما تدق أو تخفق غرف القلب العلوية بسرعة كبيرة، وعندما تدق الغرف الموجودة بالجزء العلوي من القلب «الأذينين» بشكل أسرع من الأجزاء السفلية «البطينين»، ما يؤدي إلى خلل بإيقاع عمل القلب، وفقا لموقع «health line» حيث إنها حالة مشابهة للرجفان الأذيني الأكثر شيوعًا «AFib».
يتحكم جهاز تنظيم ضربات القلب الطبيعي في معدل ضربات القلب، حيث إنه موجود في الأذين الأيمن ويعمل على إرسال إشارات كهربائية إلى الأذينين الأيمن والأيسر، والتي بدورها تخبر الجزء العلوي من القلب «متى وكيف يدق».
وعند الإصابة بالرفرفة الأذينية يرسل جهاز تنظيم ضربات القلب الطبيعي «العقدة الجيبية» الإشارة الكهربائية إلا أن جزءا من الإشارة ينتقل بحلقة مستمرة على طول ممر حول الأذين الأيمن، وهو ما يؤدي إلى أن الدق الأذيني أسرع من البطيني وينتج عنه خلل في إيقاع عمل القلب، بحسب الموقع الطبي «health line».
ومن المتعارف عليه أن معدل ضربات القلب الطبيعي من 60 إلى 100 نبضة في الدقيقة، أما الأشخاص الذين يعانون من الرفرفة الأّذينية يتجاوز معدل الضربات لديهم من 250 إلى 300 نبضة في الدقيقة.
ومن الأمور التي تسبب الرفرفة الأذينية، مرض الشريان التاجي حيث إنه يعد سببا رئيسيا للرفرفة الأذينية ويحدث ذلك عند انسداد شرايين القلب، وأيضا يؤدي الكوليسترول والدهون التي تلتصق بجدران الشرايين وتمنع أو تبطئ الدورة الدموية الأمر الذي قد يتسبب في ضرر لعضلة القلب والغرف والأوعية الدموية، وكذلك عمليات القلب المفتوح قد ينتج عنها ذلك.
الدكتور ضياء المنشاوي أستاذ أمراض القلب، شرح لـ «الوطن»، أنه عادة لا يشعر الإنسان المصاب بالهياج أو الارتعاش في قلبه، فيما تظهر أعراض الرفرفة الأذينية في الكثير من الأحيان بعدة طرق أخرى أبرزها «ضيق التنفس، زيادة معدل ضربات القلب، ضيق في الصدر، الشعور بالدوار أو الإغماء، التعب ومشاكل في عمل الأنشطة اليومية، خفقان القلب، زيادة هرمونات الغدة الدرقية أو حمى روماتيزمية على القلب».
الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالرفرفة الأذينية هم «المصابون بمرض القلب والنوبات القلبية وارتفاع ضغط الدم، والمدخنون وأصحاب مشاكل صمام القلب وأمراض الرئة والإجهاد والقلق والسكر ومدمني الكحول»، كما أنه تشمل عوامل خطر الإصابة عدد من الأدوية وبعض الظروف القائمة وخيارات نمط الحياة.
شرح الدكتور ضياء المنشاوي أنه في حال إصابة الإنسان بالرفرفة الأذينية لأول مرة لابد أن يذهب إلى المستشفى على الفور خلال 48 ساعة، حيث إنه يمكن أن يعود مرة أخرى لحياته الطبيعية ويتحول لشخص طبيعي عن طريق روشتة علاجية.
وخطورة هذا المرض وفقا لوضف المنشاوي تكمن أنه قد يؤدي إلى جلطة في المخ لهذا السبب من يصاب بهذا المرض لابد الحصول على أدوية سيولة الدم طوال لعمر لتفادي التعرض أو الإصابة بجلطة في المخ.
ويختلف العلاج حسب مدى خطورة المصاب بها، والهدف الرئيسي للطبيب المعالج لرفرفة الأذينية يكون استعادة إيقاع القلب لطبيعته.
وهناك بعض الأدوية التي تساعد على تنظيم معدل ضربات القلب أو تبطئه، وهناك عدد من الأدوية التي تحتاج إلى الراحة في المستشفى أي الإقامة القصيرة.
عادة يكون استخدام الدواء أمرا ناجحا في علاج الرفرفة الأذينية ولكن قد تتكرر الحالة بعد العلاج أحيانا، ويعود ذلك حسب السبب وراء الإصابة به، يستطيع الشخص التقليل من خطر الرفرفة الأذينية من خلال الحد من الإجهاد والحصول على الأدوية الخاصة بذلك.
فيما أشار المنشاوي إلى أن في حال كانت الإصابة بالرفرفة الأذينية نتيجة انفعلات وتوتر وحزن كبير أو بسبب أمراض نفسية، في تلك الحالة ربما يصاب به الإنسان لفترة معينة ويرجع لحياته الطبيعية مرة أخرى، ولكن عكس ذلك في حال إصابته كانت نتيجة أمراض حينها يحتاج لعلاج مدى الحياة.
تعليقات الفيسبوك