"عذاب القبر" في الميزان.. إبراهيم عيسى "ينكر".. وعلماء: أمر غيبي
"حياة البرزخ" أو "القبور".. لم تشهدها عين حي، أو ينقلها متوفى، ولكنها طالما شغلت عقل الكثيرين، في كيفية أن ينعم الميت في قبره بحياة النعيم، وما يلقاه الكافر من عذاب، وخاصة الثعبان الأقرع الذي يرسله إلى سابع أرض في مواقيت الصلاة عقابًا لتركه لها، إلا أن العديدين سعوا إلى نفي تلك المسألة، فكان آخرها "عذاب القبر ده اتعمل علشان تخافوا.. لهدف نبيل علشان الناس تعمل بكلام ربنا وأكثر طاعة لله.. فلا بأس، والثعبان اللي بشعر ولا من غير.. ده موجود حتى في اليهودية والفرعونية" التصريح الذي أطلقه مؤخرًا الإعلامي إبراهيم عيسى، والذي أثار العديد من الجدال والهجوم عليه.
"قضايا الغيبيات محور جدل الكثيرين لأنها لا تخضع للعقل والحس وإنما جاءت من سمعيات العقيدة وما أخبرنا به نص الدين الصحيح" كان ذلك تعليق الدكتور آمنة نصير، العميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، حول هذه القضية، حيث تجد أن المثير فيها هو أنه لا يوجد إنسان جاء وأخبرنا به أو شاهده وإنما جاء من النصوص الدينية ومن هنا على المسلمين الإيمان به وإطاعة الله.
وتابعت نصير، في تصريح لـ"الوطن"، أن "عذاب القبر تعرَّض للكثير من الانتقادات السلبية من قبل والطرح الخاطئ له، مؤكدة أن علم الغيبيات لا يخضع لعلم العوام والحواس، وأن طرح المجهول بهذا الشكل هو خطأ وعيب، يجب الانشغال بما هو في يد الناس"، على حد تعبيرها.
ووافقها في الرأي، الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، في أن الواجب عند العلماء والحكماء هو الانشغال بمعالي الأمور وفقه الواقع دون التطرق للأمور غير المرئية التراثية مثل عذاب القبر والتي ظلَّت حبيسة الكتب والدراسة، حيث إنها مسألة خلافية لأن دلالاتها ظنية، حيث إنه لا يوجد من أثبت فيزداد إيمانًا، ولا يوجد من ينفي فيخرج عن الدين.
وذكر كريمة أن عذاب القبر ليس من فوارق الدين الإسلامي، أو أسسه، مشيرًا إلى أن من يتطرِّق إلى هذه المسألة يتسم بالسطحية والفراغ ويدعو إلى الإلهاء بالمهاترات، وعليه أن يلتفت للأنفع والأجدى للبلاد والعباد.