"كريم" طريح الفراش منذ 4 سنوات في انتظار "علاج على نفقة الدولة"
هاجمه الفيروس إلى أن تآكلت عظامه، يرقد نصف حي على سرير في مستشفى الدمرداش، أمعاؤه لا تستوعب سوى "غزل البنات" لسهولة ذوبانه وإمداد جسده بنسبة عادلة من السكريات، وما هي إلا لحظات حتى يدخل الطفل، الذي حوَّله المرض إلى هيكل عظمي، في نوم عميق جراء غيبوبة، تفصله عن العالم الخارجي ليبقى أسير المرض، تشخيص حالة "كريم" الذي استوطن جسده فيروس "كرونز" والذي أدى بحالته إلى تضخم في عضلة القلب والأمعاء وعلاج لا تقدر على نفقاته الأسرة البسيطة التي تمكث ليل نهار بأمنية "العلاج على نفقة الدولة".
كريم على فراش المرض
رائحة عطنة، إهمال جسيم، ورغم ذلك لا يشكو والدا الطفل "كريم حسن" (16 عامًا) من التلوث الملحوظ في مستشفى الدمرداش بالعباسية، أملًا في علاج ابنهم عن طريق الإعانات، يمكثون ليلًا ونهارًا أمام أبواب المستشفى منذ 4 سنوات (لحظة اكتشاف المرض) الذي حوَّل حياة الأسرة جحيمًا، جزء من المعاناة التي عاصرتها يسر ياسر، التي تطوَّعت بمساعدة أسرة "كريم"، فالتبرعات التي جمعتها لم تفلح في سد العجز الذي تحاربه الأسرة طوال السنوات الأربع الماضية "المستشفى مش مهتمة بحالته ومفيش بديل لنقله أي مستشفى تانية، جمعت تبرعات بس للأسف هو محتاج 20 ألف جنيه شهريًا، ووالده عامل بسيط ومامته ربة منزل باعوا كل اللي حيلتهم وحلمهم العلاج على نفقة الدولة".
"العمى" هو آخر المضاعفات التي وصلت لها حالة الصبي العاجز عن الحركة أو الإدراك نتيجة قلة نسبة جرعة العلاج، التي شهدتها "يسر"، مؤكدة أن المستشفى لا تهتم سوى بمصاريف العلاج أولا على حساب حياته "المفروض بياخد جرعتين تمنهم 8 آلاف جنيه في الأسبوع، المستشفى بتديله جرعة وتوفر التانية، وده اللي سبب عمى في العين اليسرى والإهمال مكمل ومحدش حاسس بآلامه، ولا الدولة بتفكر فيهم".