المرض يدمر أسرة محمد... الأبنة الكبرى توفيت والوسطى مصابة والثالث مهدد
«مختار»: «الأصعب هو إحساس أب ينتظر موت ضناه في أي وقت»
ارشيفية
16 عامت من المعاناة عاشها محمد مختار ابن محافظة بني سويف، انتهت بفقد ابنته الكبرى «حبيبة»، متأثرة بإصابتها بمرض ضمور العضلات، لم يمهله القدر كي يفرح بابنته الثانية «رنا»، التي ولدت بنفس المرض، فضلا عن حمل ابنه الثالث للجين الذي يتسبب في مرض ضمور العضلات.
سنوات عديدة قضاها محمد وزوجته، طافا خلالها على عيادات الأطباء وأبواب المستشفيات بحثا عن أمل جديد يعيد إليهم البسمة التي سرقها منهم المرض.
أسرة راضية في بصعيد مصر
يروي محمد مختار القاضي 42 عام قصته لـ«الوطن»، قائلا: «أعمل كمندوب مبيعات وعشت في المملكة العربية السعودية لعدة سنوات، وهناك اكتشفت مع ولادة ابنتي الكبري حبيبة أنها مصابة بمرض ضمور العضلات وذلك قبل 16 عاما، رغم أن أسرتي وأسرة زوجتي، لم يظهر فيها إصابات بهذا المرض، قبلنا المأساة ..عشناها وتعايشنا معها .
وفاة حبيبة
و يضيف مختار: «ابنتي حبيبة ماتت وهي في عمر 8 سنوات حيث كانت طالبة في الصف الثالث الإبتدائي وحالتها كانت متدهورة للغاية وفي ذلك الحين كنت أعمل كمندوب مبيعات في السعودية، أما حاليا فلا أعمل نظرا لظروف جائحة كورونا و مهن عدة تأثرت من بينها عمل مندوب المبيعات».
وأشار إلى أن ابنته «رنا»، 10 سنوات مريضة بنفس مرض شقيقتها الكبيرة حبيبة التي ماتت في سن 8 سنوات: «أنا وزوجتي أبناء عمومة فهي بنت عمتي ووالدي ووالدتي أقارب أيضا ولكن مفيش في عائلتنا إصابات من قبل بضمور العضلات ولا نعلم سبب إصابة أطفالنا.. البعض رجح أن سبب الإصابة طفرة جينية و التي قد تحدث بنسبة واحد في المليون» .
أحمد مهدد بالمرض
ولفت إلى أن الفحوصات الطبية بينت أن طفله أحمد البالغ من العمر 4 سنوات، أنه حامل للجين: «رنا مصابة بالمرض وهي حاليا في الصف الرابع الابتدائي ولا تتمكن من الذهاب إلى المدرسة حيث أن حركتها بطيئة ولا تستطيع صعود السلم كما أن لديها مشاكل في التنفس، لو وقعت لا تستطيع القيام فمشكلتها في الأطراف والتنفس كما أنها لا تتمكن من الجري أما حبيبة فتوفت وهي في الصف الثالث الابتدائي وكانت حالتها سيئة للغاية وأنفقت عليها تحويشة العمر في السعودية لكن للأسف دون جدوى».
«لظروف كورونا توقفت عن العمل و لست قادر على دفع مصاريف العلاج الطبيعي التي توقفت عنه ابنتي كما أنني بت غير قادر على سداد مصاريف الإيجار ونفسي أشوف بنتي طبيعية كبقية الأطفال نفسي تتعالج كي لا ترى مصير شقيقتها مش قادر على الصدمة دي مرة ثانية قلوبنا اتوجعت بما فيه الكفاية لا أستطيع تحمل المأساة مرة ثانية» قالها الأب منهارا.
بنبرة حزينة واصل مختار: «مفيش في الدنيا أصعب من أحساس أب وهو ينتظر موت ضناه في أي وقت.. أنا بموت في اليوم مليون مرة بحس بوجع ما بعده وجع مش قادر أخرج بها حتى لا تلقط العدوى .. مفيش عندها مناعة فهي محبوسة حاليا ودائما تطلب مني الخروج حتى أمام الباب فقط فأداعبها و أتسامر معها حتى تنسى، نحن مجبرين بسبب تلك الظروف الصعبة».