تصاعد الاحتجاجات بلبنان في يومها الثالث: «يجب أن ترحل النخبة الحاكمة»
الاحتجاجات تتصاعد في لبنان ضد تدهور الأوضاع المعيشية
شهد عدد كبير من المناطق اللبنانية، تحركات شعبية واسعة، لليوم الثالث على التوالي، احتجاجا على تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، وانهيار سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار بصورة كبيرة، وتداعيات ذلك على الغلاء المعيشي.
وركز المحتجون على قطع الشوارع الرئيسية، وطرق السفر بين المحافظات، مستخدمين الإطارات المطاطية المشتعلة، وصناديق النفايات والأحجار الأسمنتية، والعوائق المختلفة، وفي بعض المناطق السيارات الخاصة الشخصية المملوكة لبعضهم، وذلك لإيقاف حركة السير.
وردد المحتجون الغاضبون هتافات منددة بتردي الأوضاع المعيشية بصورة كبيرة، ومن بينها الانقطاع الممتد طيلة ساعات اليوم للكهرباء، وانهيار الليرة اللبنانية أمام الدولار على نحو أدى إلى تفاقم الغلاء، والارتفاع الكبير لأسعار السلع الأساسي، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط.
وأكد عدد من المشاركين في الوقفات الاحتجاجية، أن أوضاعهم المعيشية تدهورت بصورة كبيرة، بلغت حد عدم قدرتهم على توفير احتياجاتهم الأساسية ومتطلبات المعيشية لهم ولأسرهم، وأن قدراتهم الشرائية هوت إلى حد غير مسبوق.
وبدا لافتا حرص القوى الأمنية والجيش على عدم الاحتكاك بالمتظاهرين والمحتجين، فيما حاولت قوات الشرطة في بعض المناطق التفاوض مع المتظاهرين لفتح الطرق أمام حركة السير، غير أن هذه المحاولات لم يُكتب لها النجاح مع الإصرار على قطع الشوارع والطرق، الأمر الذي اكتفت معه القوى الأمنية والعسكرية بمراقبة الأوضاع عن بُعد وعدم التدخل منعا لحدوث مواجهات أو اشتباكات مع المتظاهرين.
وكانت الموجة الأولى من الاحتجاجات قد بدأت الثلاثاء بعد انخفاض الليرة اللبنانية إلى مستوى جديد في السوق السوداء، ما أثار مخاوف من انهيار جديد، في ظل ارتفاع أسعار السلع في الشهور الأخيرة.
وفي تدهور جديد، اندلع شجار بالأيدي في متجر بقالة في بيروت، على ما يبدو بسبب شراء حليب مجفف مدعم. وبدأت بعض متاجر البقالة والأسواق فرض قيود على الكمية التي يمكن للناس شرائها وسط محدودية في الإمداد وذعر بين السكان الذين بدأوا في تخزين الأغذية في المنازل.
وأصدرت أسواق بيروت بيانا لاحقا يقول إن الشجار اندلع عندما هاجم أحد المتسوقين مدير فرع أخبره بأنه لا يمكنه شراء كميات كبيرة من الحليب المجفف المدعم والزيت دون أن يضع في الاعتبار القيود المفروضة.
وصاح أحد المحتجين في تظاهرة على الطريق السريع شمالي بيروت قائلا «إنهم يذلون الناس بكيس حليب. يجب أن ترحل النخبة الحاكمة»، حسبما ذكرت أسوشيتيد برس.
وبينما بلغ سعر الدولار رسميا 1520 ليرة لبنانية فقط، فإنه يباع في السوق السوداء بنحو 9950 ليرة اليوم الخميس، بعد يوم من ارتفاع قياسي وصل فيه إلى عشرة آلاف ليرة.
وألقت أزمة لبنان الاقتصادية الكثيرين في هاوية الفقر بينما فقد عشرات الآلاف وظائفهم منذ الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي اندلعت أواخر عام 2019.وانكمش اقتصاد البلاد 19 بالمائة في عام 2020 ويتوقع أن يزيد الانكماش أيضا هذا العام وفقا للبنك الدولي.