مبروك عليك «سامية» و«نيفين» يا «عم حسن» (على فكرة دول جاموستين)!
«سامية» و«نيفين»، اسمان قريبان إلى قلب «عم حسن» يحتفظ معهما بذكريات، ويكنّ لكل منهما حباً كبيراً رغم كونهما لا يعقلان حبه لهما.. «سامية» و«نيفين» جاموستان هما كل ما تبقى له من مزرعة المواشى التى كان «عم حسن» يمتلكها قبل ثورة يناير، ولذا يعتز بهما كثيراً، ومن حين لآخر يمعن النظر فيهما ويطعمهما بيديه مثل أبنائه: «دول بناتى اللى طلعت بيهم من الدنيا»، حسب قوله.
على كرسى خشبى يجلس الرجل السبعينى داخل محله الصغير بالجيزة، يسترجع ذكرياته قبل 50 عاماً: «أبويا ساب لى محل الجزارة والمزرعة لما كنت شاب صغير، أيامها كنا بنبيع اللحمة بـ3 قروش وفيها خير، من بعد ثورة يناير وحكم مرسى كل حاجة ضاعت وماتبقاش غير الجاموستين اللى حيلتى والمحل».
حب «عم حسن» للجاموستين دفعه لقرار عدم ذبحهما أبداً: «بقوا من العيلة خلاص، بعتبرهم زى ولادى بالظبط، بييجى عليا أوقات بيبقى معاييش فلوس اشترى من المدبح لحمة عشان أبيعها والسوق نايم من يوم ما اللحمة وصلت 60 جنيه، ودلوقتى عدّت الـ80 ومافكرتش أدبحهم وسايبهم يفكرونى بأيام العز والمزرعة».
بالرغم من المعاناة التى يعيشها الرجل البسيط بسبب حالة الركود فى سوق اللحمة بعد الثورة، لم يفكر فى تحويل نشاط محله إلى نشاط آخر: «ربنا ساترها معايا وقادر أصرف على اولادى الأربعة، عندى سالم وأحمد فى الجامعة، وربنا رزقنى بسامية ونيفين وسمتهم أسامى بنات واعتبرتهم بناتى اللى ماجبتهمش»، مضيفاً: «مقدرش أفتح المحل حاجة تانية عشان من ريحة أبويا، محل الجزارة ده بقاله 87 سنة مفتوح، وربنا اللى بيرزق، وسامية ونيفين موقّفهم بره البيت وعلى طول برعاهم ومش مخليهم محتاجين أى حاجة».