أهالي البدرشين عن «ترعة العزيزية»: كانت مصدر أوبئة.. وتلويثها تصرف غير مسئول
أهالي «العزيزية» عن «ترعة القمامة» :معندناش خدمات ومش إحنا لوحدنا اللي كنا بنرمي الزبالة في الترعة"
حالة كبيرة من الجدل بعد انتشار عدة صور لـ«ترعة العزيزية» بعد أن حولها أهالي المنطقة إلى مقلب قمامة، الأمر الذي لاقى موجة كبيرة من الغضب، وذلك لأن «ترعة العزيزية» قد أدخلت في وقت سابق ضمن مبادرة «حياة كريمة»، حيث تم تبطين الترعة، بعدما تحولت لبؤرة ملوثة عانى بسببها السكان لسنوات عديدة، إلى أن قررت القيادة السياسية تبطينها بهدف حماية أبناء المنطقة من الضرر الذي كانت تتسبب به.
على الرغم من حداثة عملية التبطين تلك، إلا أن بعض أهالي المنطقة حولوها مرة أخرى إلى مقلب قمامة، غير مكترثين بما قد يتسببه ذلك الأمر من إتلاف لما قامت الدولة بإصلاحه من أجلهم.
«الوطن» انتقلت إلى ترعة العزيزية الواقعة في منطقة البدرشين بمحافظة الجيزة، للتعرف على تلك الأسباب التي تقف وراء قيام الأهالي بهذا السلوك، على الرغم من أن تراكم القمامة سيجلب الضرر لهم بشكل كبير، وذلك لأن مياه الترعة أصبحت راكدة، الأمر الذي قد يعيق تجدد المياه، ويؤدي ذلك إلى عدم وصول المياه إلى باقي المصارف المتصلة بـ«الترعة»، ومن ثم قد يفقد المزارعون مصدرهم الأوحد للمياه، ويلجأون بعد ذلك إلى حفر الآبار التي تكلفهم الآلاف الجنيهات.
من التطوير إلى التخريب
تقع الترعة داخل الكتلة السكنية لمنطقة العزيزية، الوصول إليها يحتاج إلى دراية كبيرة بالمنطقة، وذلك لوجود عدد كبير من المصارف والترع بالمنطقة، ولكن ما يسهل الأمر، هو أن أبناء المنطقة أصبحوا يطلقون عليها «ترعة القمامة»، وذلك بعد انتشار الصور على منصات التواصل الاجتماعي.
يقول علي محمد، 55 عاما، أحد سكان المنطقة، إن تلك الترعة كانت مصدر أوبئة، قبل تبطينها، ضمن مبادرة «حياة كريمة»، ولكن بسبب الإهمال ألقى المواطنون مخلفات المنازل بها إلى جانب الصرف الصحي أيضا، الأمر الذي حولها إلى مقلب قمامة: «مشروع تبطين الترع، من أكتر المشاريع اللي الدولة نجحت فيها، لأنها خلصت عدد كبير من المواطنين من مشاكل كتيرة كانت الترع بتكون سبب فيها، حشرات وناموس وأمراض، ولما الترعة عندنا دخلت ضمن المبادرة، كان ده بالنسبة لينا حاجة كبيرة، وكلنا فرحنا بيها».
بعد فترة من سعادة أهل القرية بالمشروع الجديد، بدأت القمامة تتراكم في المشروع الذي كلف الدولة ما يقرب من 30 مليون جنيه: «مفيش عندنا صناديق زبالة، ومش إحنا لوحدنا اللي بنرمي فيها، لأنها جاية من قرى تانية، عندهم برضه مشاكل في أماكن تجميع الزبالة، فكانوا بيرموا فيها، وتفضل المياه شايلة الزبالة دي، لحد ما تيجي عندنا هنا».
يبرر مصطفى إبراهيم، 36 عاما، تراكم القمامة في الترعة ويقول إن جميع القرى التي تطل على تلك الترعة تلقي بالقمامة بها، حيث كانت المياه تحمل القمامة بطول الترعة، حتى تقف عند الجزء الذي تم تبطينه الموجود داخل العزيزية:«الزبالة بتقف هنا علشان فيه كوبري، بيجمعها حواليه، لأنه منخفض، فلما زادت الزبالة، بدأت تتراكم حوالين الكوبري ده، وتزيد، لحد ما ملت الترعة كلها بالشكل اللي الصور كانت موضحاه».
بينما يطالب، أحمد عماد، من أبناء المنطقة، بضرورة توفير صناديق قمامة، حتى لا تتحول الترعة مرة أخرى إلى مقلب قمامة: «مشروع تبطين الترع أنقذنا فعلا، لكن برضه محتاجين صناديق زبالة، لأن مفيش عندنا أي مكان نرمي فيه الزبالة، واللي حصل ده طبعا تصرف غير مسؤول، لأن مكنش ينفع نبوظ شغل الدولة صرفت ملايين عليه».