الزند: فرض علينا الجهاد ضد "الإخوان" للدفاع عن القضاء والوطن
أكد المستشار أحمد الزند، رئيس نادي القضاة، أن القضاة اضطروا لدخول معترك السياسة أثناء حكم تنظيم الاخوان، للدفاع عن أنفسهم وعن العدالة التي كادت تضيع لولا وقفة القضاة.
وأضاف الزند، في كلمته مساء أمس، خلال حفل التكريم الذي نظمه نادي القضاة لـ480 معاونًا جديدًا للنائب العام من خريجي كليات الحقوق والشريعة والقانون دفعة 2011، أن ما يدور في المجتمع الآن من تيارات سياسية أو فكرية لا شأن للقضاة بها.
أوضح رئيس النادي، أن ما حدث قبل ثورة 30 يونيو كان دفاعًا شرعيًا عن القضاء والعدالة، فالقضاة لم يبدأو المعركة مع الإخوان وإنما فرض عليهم الجهاد للدفاع عن القضاء والوطن، مشيرًا إلى أن هدم القضاء وقتها كان يعني هدم الدولة بأكملها.
وأضاف، "في الظروف العادية لا شأن للقضاة بالسياسة أو التدخل في عمل الأحزاب وتقييمه، فالسياسة محظورة على القاضي".
ووجه الزند، عدة نصائح لمعاوني النيابة الجدد، في مقدمتها إقامة العدل بين المتقاضين وعدم التحقير من شأن أي متهم مهما كان حجمه، والإحسان إلى الناس، وعدم الكبر والتعال.[FirstQuote]
وأضاف: "لا يجتمع الكبر والعدل كما لا يجتمع الإيمان والبخل، وستلتقون في الأيام القليلة المقبلة وأنتم في محل عملكم بأنماط مختلفة من الناس، وهم متفاوتون في الرزق، فليس كل فقير سيئًا وليس كل غني حسنًا، وأناس آخرين متفاوتين في الفهم، فلا تحقروا شأن أحد ودعوا ميزانكم هو ميزان الحق منصوبًا بلا ميل".
وتابع موجهًا نصائحه لأعضاء النيابة الجدد، بعدم مقاطعتهم لزملاء الدراسة بسبب اعتلائهم منصب رفيع داخل النيابة العامة، قائلًا: "لقد تركتم كل متاع الدنيا، واستبدلتم بها أكبر ما يمكن أن يرزق إنسان في هذه الدنيا، وهي أمانة العدل ورسالة القضاء، تفصلون بين الناس فيما صدر بينهم من خلاف، وتنصفون المظلوم، وتشدون على يد الظالم، مثلكم مثل القدوة الخالدة أمد الدهر الصديق أبوبكر، أول من صدق الرسول (صل الله عليه وسلم) في دعوته وأول من أواه واحتضنه".
نصح رئيس النادي، معاوني النيابة بالتعامل مع الناس على أنهم صنع الله الذي أتقن كل شيء، وعدم السخرية منهم، وقال: "لا تسخروا من أحد ولا ترفعوا أحدا فوق أحد، فالرفعه والاصطفاء من الله، وابسطوا وجوهكم لتسعوا الناس ببسط الوجه، ولا تعاملوا المتهمين على أنهم مجرمون بل عاملوهم بلين ولطف في إطار الحق والعدل".
وتابع: "قد يظن أحدكم أن التجهم دليل للوقار، وهذا خطأ، فالتبسم صدقة، وزنوا كلماتكم بميزان الذهب، وليكن الصمت أكبر ما يقع منكم أثناء عملكم، فالثرثرة مدعاة للخطأ والصمت يؤدي إلى الحكمة، ومن أوتي الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا، ولا يغرنكم ما رزقكم الله به من منصب رفيع، فكل المناصب زائلة، ولا يبقى إلا العمل الصالح، ولا قيمة لعمل مرموق مع كراهية ومقت كل من حولك".
شدد الزند، على ضرورة حفاظ معاوني النيابة الجدد على مظهرهم، موضحًا أن القضاء مظهر وجوهر، ولا بد للقاضي أن يكون مثقفًا ومطلعًا بجميع الأمور، قائلًا: "حرمت عليكم المقاهي كما حرمت عليكم أمهاتكم".
وأشار إلى أنهم سيواجهون مصاعب كثيرة أثناء توزيعهم على العمل، وأن معادن الرجال تظهر عندما يواجهون العديد من المصاعب، مثل العمل في الصعيد والأماكن البعيدة عن محل إقامتهم.
شدد رئيس نادي القضاة، على أعضاء النيابة الجدد بضرورة الحفاظ على سرية التحقيقات وعدم إفشائها، خاصة فيما يتعلق بالقضايا الأسرية والعائلية، معتبرًا أن إفشاء سرية التحقيقات جريمة أخلاقية قبل أن تكون جريمة جنائية، كما طالبهم بعدم التعليق على أحكام القضاء، وأن يظللوا العدل بالأدب.
وأشاد الزند، بالمرأة المصرية، وقال "مصر لن ينالها أي مكروه ولن يلحق بها أذى، طالما يوجد أمهات تاج على رؤوس الأمة والشعب، فالمرأة المصرية قادت حركة النضال في التصويت على الدستور، وفي الانتخابات الرئاسية وتصدرت المشهد بعكس الرجال الذين تكاسلوا عن أداء الواجب".