حكاية 6 في مهمة رسمية لتطهير ترعة العزيزية.. «مفيش نوم»
مدير ري الجيزة ومسؤول تبطين سقارة يرويان كواليس تطهير العزيزية
ترعة العزيزية
أنفقت الدولة ملايين الجنيهات من أجل تطوير ترعة العزيزية، الواقعة في نطاق منطقة البدرشين بمحافظة الجيزة، ولكن تلك الجهود ذهبت أدراج وذلك لأن أهالي المنطقة رفضوا التطوير والتبطين، والقوا بالقمامة في الترعة حتي امتلأت بها.
وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بالعديد من الصور التي توضح تأثر الترعة بشكل كبير بما فعله المواطنن، بعدما حولوها إلى مقلب قمامة، الأمر الذي تطلب ضرورة التدخل من أجل إنقاذ هذا المشروع، حتي لا تتحول الترعة إلى مصدر للأوبئة، بعد أن هدفت الدولة إلى تحويلها إلى مكان جمالي بعد سنوات عانى خلالها سكان العزيزية من المشكلات المتعلقة بها.
وبعد انتشار الصور، تواصلت وزارة الموارد المائية والري بدورها مع وكيل الوزارة بمحافظة الجيزة، الذي بدوره أوكل مهمة التطهير إلي المدير العام، ومن هنا بدأت ملحمة أخري وتحد جديد لتطهير الترعة.
الأمر ليس سهلا، وذلك لأن كلمة التطهير، ليست مجرد كلمة مجردة ولكنها تحمل في طياتها الكثير حيث لإن التطهير يحتاج إلي الاستعانة بحفار، وهذا الأمر مع التكرار قد يؤدي إلي مشاكل في البنية الأساسية للترعة، نظرا لزيادة فرصة الاحتكاك بين المعدن المكون الأساسي للحفار المشارك في التطهير وبين قاع الترعة وجوانبها المصنوعة من الخرسانة.
المهندس عمر حلمي، مدير عام الري بمحافظة الجيزة، هو ذلك الرجل الذي تولى مهمة إعادة تطهير الترعة التي طالتها يد الإهمال، يقول«حلمي» إن ترعة العزيزية، تعد من ضمن المشاريع القومية الكبيرة، وذلك بعدما عانى الأهالي لسنوات بسبب تراكم المخلفات بها، وما كان ينتج عنه من أمراض تصيب القاطنين بالمنطقة إلى جانب الروائح السيئة.
وأشار خلال حديثه لـ«الوطن» إلى أن الأهالي كانوا دائمي الشكوى من عدم وصول مياه الري إلى أراضيهم، وذلك بسبب تراكم المخلفات في الترعة بشكل كان يعيق انسيابية مرور المياه ويعطلها: «ترعة العزيزية مهمة للغاية، لأن طولها 10 كيلو و700 متر، وبتغذي آلاف الأفدنة، كان منها جزء معدي داخل منطقة العزيزية، وتم إدراجه ضمن مبادرة حياة كريمة، وتبطينه، وبالفعل عملنا 3 عمليات تأهيل، بهدف التغلب علي المشكلات، بتكلفة تخطت 29 مليون جنيه».
بعد إلقاء الأهالي القمامة بها، تحولت إلي مقلب قمامة، وهنا أصبحت مصدر تلوث مرة أخرى، بعدما بطنتها وطهرتها الدولة لحماية المواطنين من أضرارها: «إلقاء القمامة في الترع، من أكثر الحاجات الغلط الموروثة والتي لابد من القضاء عليها، ولابد من تفعيل بروتوكول التعاون اللي بين وزارة الري والتنمية المحلية واللي بينص على تفعيل منظومة جيدة للقمامة».
يبرر الأهالي إلقاء القمامة في الترعة بعدم وجود صناديق قمامة في المنطقة، الأمر الذي يدفعهم إلى محاولة تصريف المخلفات في الترعة، بغرض التخلص منها، دون النظر إلي تداعيات الأمر.
يشير مدير عام الري بالجيزة إلي ضرورة توفير صناديق قمامة، أو أن يتحد أبناء المنطقة معا، لتوفير جرار زراعي، يجمع القمامة ويخرجها إلي الأماكن المخصصة لها: «أو مجموعة شباب يلموا القمامة بأسعار رمزية وبكدة ده يكون حل مؤقت لحد ما يتم توفير صناديق قمامة».
يمسك بطرف الحديث المهندس طه شعبان مسؤول عملية تأهيل وتبطين ترعة سقارة البحرية، ومدير هندسة ري الجيزة، ويقول إنه بمجرد انتشار صور تجمع القمامة، قاموا بتطهير الترعة في وقت قياسي على الرغم من وجود كميات كبيرة من القمامة.
وأضاف لـ«الوطن» أن الأزمة الحقيقية تكمن في عدم دراية المواطنين بأهمية تبطين الترعة بالنسبة لهم، فحولوها إلى مقلب قمامة.
تطهير الترعة لم يستغرق سوى سويعات قليلة حيث تواصل «شعبان» مع مقاول التطهير، والذي بدوره أرسل حفارين، ومعهما سيارات لنقل القمامة: «حفار علي ترعة العزيزية وواحد تاني في الحوامدية».
يؤكد«شعبان» صعوبة التطهير في ظل وجود خرسانة، ما قد يسبب العديد من المشكلات: «التطهير في وجود تبطين صعب، علشان كده مبقاش ينفع نطهر كل شهر، علشان ميحصلش احتكاك مع الخرسانة وده ممكن يسبب تلف، لأن الحفار لازم يوصل للقاع علشان يطهر، وبكده هيصطدم مع الخرسانة».
شارك «شعبان» مع مدير عام الري، إلى جانب 4 عمال آخرين في مهمة استغرقت يوم كامل، حيث سابقوا الوقت من أجل التطهير حتى تصل المياه إلى الأراضي الزراعية في القرى الأخرى.