بروفايل| حسن عبدالرحمن «كرباج» العادلى
فى أواخر الخمسينات من القرن الماضى، لم يكن اللواء حسن عبدالرحمن مساعد وزير الداخلية لمباحث أمن الدولة، سوى طفل صغير مشغول بأفلام الخيال والحركة والألغاز.. كبر الطفل، المولود نهاية عام 1948، وكبرت معه أحلامه، ليلتحق بكلية الشرطة فى عام 1967 ويمارس أفلام الإثارة والألغاز فعلياً فى حياته المهنية بعد التخرُّج برتبة ملازم أول فى 1971.
بشاربه الكث وملامحه المنحوتة بشكل حاد ارتقى الرجل درج السلم الوظيفى فى جهاز الشرطة، كرّس همومه وجهوده لأجل الترقى فى العمل حتى تم ترشيحه للانتقال من موقعه فى قطاع أمن القاهرة للعمل فى جهاز مباحث أمن الدولة الذى فرض على شخصيته ملامح جديدة، متأثراً بموقعه الوظيفى الجديد بأصوله وقواعده الصارمة طوال 30 عاماً أو أكثر قضاها بين جنبات الجهاز وصل فيها إلى مراده نهاية عام 2004 مديراً لجهاز أمن الدولة خلفاً لسلفه اللواء صلاح سلامة، ليصبح الجهاز الحديدى للنظام أكثر صلابة، وتقترن جملة «هتروح ورا الشمس» مع اسم الجهاز طوال سبعة أعوام رأس فيها جهاز أمن الدولة مُضفياً على نفسه هالة من الغموض.
فرض «عبدالرحمن» حزمه وقوته وصرامته على الجميع حتى اشتهر بذلك بين المؤيدين والمعارضين السياسيين، إلا أنه فشل فى حل ألغاز معظم الحوادث الكبرى التى وقعت فى عهده، ومنها تفجيرات عبدالمنعم رياض والحسين وطابا وشرم الشيخ، حيث اتهمه المعارضون آنذاك بأنه كان يسارع بتلفيق الحادث إلى عدد من الإسلاميين و«فبركة» العديد من التهم ضدهم، ولاحقاً تحول اللواء الصارم إلى شخص ذى سمعة سيئة بين أوساط السياسيين، واقترن اسمه هو وجهازه بعمليات تزوير الانتخابات واتهمه معارضو النظام بأنه «المعول الرئيسى» الذى ينفّذ أوامر النظام ويدين له بالولاء المطلق.
لكن تقديرات «عبدالرحمن» وجهازه لم تتمكن من تقدير القوة الحقيقية لثورة 25 يناير، حيث فشل فى التنبؤ بها أو تقدير أعداد صحيحة عنها، وانتهى به المطاف سجيناً بعد أيام من احتفالات عيد الشرطة، ليؤكد فى التحقيقات بعد ذلك أن 25 يناير «ثورة شعبية»، حذر منها ودعا النظام إلى إصلاحات سياسية، ثم لاحقاً بعد إعادة محاكمته وخلال دفاعه عن نفسه، وصفها بـ«المؤامرة».
اللواء حسن محمد عبدالرحمن يوسف، من مواليد الإسكندرية، تخرج فى كلية الشرطة عام 1971، والتحق فور تخرجه بالعمل بإدارة البحث الجنائى بمديرية أمن القاهرة، إلى أن تم ترشيحه من قِبَل قيادات بوزارة الداخلية، للالتحاق بجهاز أمن الدولة كضابط صغير برتبة نقيب، وتدرج عبدالرحمن فى مناصبه ليصبح مفتشاً لأمن الدولة بالبحيرة، إلى أن أصدر اللواء حسن الألفى، وزير الداخلية الأسبق قراراً بتعيينه وكيلاً للجهاز، ثم رئيساً للجهاز فى عام 2004 فى عهد حبيب العادلى.