حكاية جريمة.. اللواء زكريا حجازي يروي تفاصيل اعتداء سائح أمريكي على 200 طفل شوارع
اللواء زكريا حجازي
في عام 1989 كان اللواء زكريا حجازي، مسئولا عن مباحث الأحداث في مديرية أمن الجيزة برتبة رائد، وعاد بذاكرته للوراء ليحكي تفاصيل جريمة مرَّ عليها ما يقارب 34 عاما، لكن تفاصيلها لا تزال حاضرة في ذاكرته.
يقول اللواء المتقاعد إنَّها كانت من أبشع الجرائم التي أشرف عليها، وسرد تفاصيل القصة قائلا: «قضية وليام تشارليز من أكتر الجرائم المأساوية، وده بسبب إن الضحايا كانوا كلهم أطفال أكبرهم يبلغ من العمر 12 عاما».
يتابع «حجازي» قائلا: «بداية القصة تببلغنا أن في راجل أجنبي بيستدرج أطفال الشوارع وبيمارس معاهم الجنس»، وعقب تلقي مباحث الأحداث للبلاغ توجه اللواء زكريا برفقة عدد من الضباط لإجراء التحريات قائلا: «توصلنا إلى أن الشخص ده أمريكي الجنسية، يبلغ من العمر 27 عاما، وقام بتأجير 4 شقق في «الدقي ومصر الجديدة والمعادي والأخيرة في الفيوم».
المتهم يمارس الجنس مع الصبيان
يتابع «حجازي» قوله تابعت القوة الأمنية المتهم وتمكنت من ضبطه داخل إحدى الشقق في حي الدقي وتحديدا شارع سليمان جوهر قائلا: «المفاجأة كانت إننا لما دخلنا المكان لقينا الشخص ده ومعاه 6 أطفال بِيحمِّيهُم وبيأكلهم فقبضنا عليه وأخدنا الأطفال عشان نعرف إيه سبب تواجدهم في الشقة».
إصابة «تشارلز» بالإيدز
يقول اللواء المتقاعد: تحقيقات النيابة كشفت حينها إنَّ «تشارلز» جاء إلى مصر عام 1987 بغرض السياحة، إلاّ أنّه مكث شهر واحد فقط وغادرها متجها إلى إسرائيل، حيث قضى هناك ما يقارب عامين ليعود إلى مصر مرّة أواخر عام 1989، واستأجر عددا من الشقق في مناطق مختلفة موضحا: «لما رجع كان واخد تأشيرة سياحة برضو اللى هى كانت شهر، بس هو كسر التأشيرة واستمر في مصر، وبدأ في استدراج أطفال الشوارع، وكان بياخدهم الشقق بتاعته يمارس معاهم الجنس مقابل 2 جنيه في اليوم، لافتا إلى أنه كان بيستهدف الصبيان فقط، تتراوح أعمارهم مابين 6 سنوات إلى 12 عاما، وده بسبب خوفه من الأولاد اللي أكبر من كده، وأنهم من الممكن أن يقتلوه لو استدرجهم وعرفوا إن معاه فلوس».
ويتابع «حجازي» قوله: «التحقيقات كمان كشفت إن سبب عودته إلى مصر هو إصابته بمرض الإيدز، ولما اتأكد إنه اتصاب فعلا، تم تجنيده في إسرائيل ورجع مصر عشان ينشر المرض عن طريق ممارسة الجنس مع الأطفال».
أطفال الشوارع أصيبوا بالإيدز
أوضح اللواء المتقاعد أنّ الأطفال الذين تم ضبطهم وأرشد المتهم بممارسة الجنس معهم بلغ عددهم 200 طفل، مضيفا: «عملنا تحليل لتشارلز لقيناه فعلا مصاب بالإيدز، ولما حللنا للأطفال وجدنا مايقرب من 100 طفل انتقلت إليهم العدوى وحاملين للمرض، ليتم إيداع الأطفال بقسم العزل بمستشفى العباسية، وأصدرت محكمة الجنايات حينها حكما على المتهم بالحبس لمدة عامـ حيث قضى 7 أشهر داخل إحدى السجون في القاهرة، قبل أن يتم ترحيله إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي رفضت عودته قائلا: «لما أمريكا رفضت إنه يرجع لأنه مصاب بالإيدز وكان بيمارس الجنس مع الأطفال توجه إلى فرنسا اللي عرضت عليه وقتها استقباله».
«تشارلز» بمصر في عهد «كارتر»
يقول «حجازي»: «إنَّ تشارلز من العودة إلى الولايات المتحدة عقب عدة أشهر قضاها في فرنسا، ليعود بعد عام ونصف تقريبا إلى مصر رغم وضع اسمه على قائمة الممنوعين من الدخول إلى البلاد مؤكدا: «في أواخر سنة 1991 وصلنا بلاغ إن في شخص أمريكي بنفس مواصفات تشارلز موجود في فندق «شيراتون» في الدقي، وبيعمل اتصالات مع بعض الأشخاص».
وتابع اللواء المتقاعد أنَّه فور وصول البلاغ بتواجده في حي الدقي تحركت قوة أمنية على الفور إلى الفندق، وتمكنت من ضبط المشتبه به موضحا: «المفاجأة كانت أننا اكتشفنا أن الشخص اللي بيحمل اسم جيمي كارتر في جواز السفر هو نفسه تشارلز، ولكنه غير اسمه بعد رفع دعوى في أمريكا واختار الاسم ده نسبة لرئيس أمريكا اللي عمل معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، وكان مبرره أن المصريين بيحبوه»، ليتم ترحيله مرَّة أخرى إلى موطنه ولم يظهر ثانية حتى هذه اللحظة».