انتفاضة برلمانية ضد البيان المشترك لمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة
200 برلماني بـ«النواب» و«الشيوخ» يرفضون البيان: مسيّس ومعلوماته مغلوطة
مجلس النواب . صورة ارشيفية
شهد البرلمان المصري بغرفتيه «النواب» و«الشيوخ»، انتفاضة برلمانية لرفض البيان المشترك الصادر عن مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، معربًا أكثر من 200 نائب منذ أمس، في بيانات وتصريحات صحفية، عن رفضهم البيان واعتباره كلاما مرسلا ومسيسا، ويعد تدخلا في شأن داخلي ويهدف إلى ابتزاز سياسي، فضلًا عن البيان الصدار عن لجنتي حقوق الإنسان بمجلسي «النواب» و«الشيوخ».
من جهته، أعلن النائب مجدي الوليلي، عضو مجلس النواب، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، رفض البيان شكلًا وموضوعًا، مشددا على أن البيان عبارة عن كلام مرسل لا يحمل أي حقائق أو أدلة، مطالبا بتحرك مصري لمواجهة مثل هذه التقارير والبيانات التي تعتمد في معلوماتها على جهات مأجورة وممولة تستهدف النيل من مصر.
أحاديث مُرسَلة تستند إلى معلومات غير دقيقة
كما أكد النائب علاء عابد، النائب الأول لرئيس البرلمان العربي، رئيس لجنة مكافحة الإرهاب، رفضه لما تضمنه البيان المشترك بمجلس حقوق الإنسان الأممي، وأن كل ما جاء في هذا البيان مجرد أكاذيب وأحاديث مُرسَلة تستند إلى معلومات غير دقيقة.
وقال عابد، في بيان له، إنه من المؤسف أن يعتمد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة على معلومات مضللة، لافتا إلى أنه كان من الأفضل له أن يستعين بالمؤسسات المصرية والمصادر الرسمية لمعرفة جميع الحقائق والمعلومات حول أوضاع حقوق الإنسان في مصر.
وانتقد أحمد حتة، عضو لجنة الاتصالات بمجلس النواب، في تصريحاته، اليوم، البيان المشترك الصادر عن بعض الدول بمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، بشأن حقوق الإنسان في مصر.
تدخل في الشؤون الداخلية لمصر
وقال عضو مجلس النواب، إن البيان مسيس لصالح دول بعينها، ويعتمد على معلومات مغلوطة، ويهدف إلى النيل من مصر، ويعد أحد أنواع الابتزاز السياسي وتشويه صورة مصر، معتبرًا أن التدخل في الشؤون المصرية أمر متكرر بنفس الذريعة وهي حقوق الإنسان وهو أمر مرفوض، فمصر دولة ذات إرادة حرة وسيادة كاملة، ويرفض كل نواب البرلمان أي تدخل في شؤون مصر.
وقال النائب محمد عرفات، إن البيان المشبوه تقف خلفه دول معادية ومنظمات مشبوهة تهدف إلى النيل من مصر، مؤكدًا أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، أعلن أكثر من مرة أن مصر ليس لديها ما تخفيه، وأن مصر تتعامل بشفافية في ملف حقوق الإنسان، وهناك المئات من المنظمات الحقوقية تعمل على الأراضي المصرية دون تدخل في عملها أو قمع لأفرادها كما يصور البعض، كما أن هناك حقوق للإنسان أخرى وليس الحريات العامة فقط، وهو تساؤل لماذا يتم تجاهل الإنجازات في مصر؟
واستنكر النائب عمرو السنباطي، عضو مجلس النواب عن دائرة مصر الجديدة ومدينة نصر، بشدة بيان مجلس حقوق الانسان بشأن مصر، لافتا إلى أنه بيان مسيس اعتمد على معلومات مغلوطة من منظمات مشبوهة.
وأكد السنباطي أن البيان يتضمن معلومات مرسلة هدفها محاولة تشويه الإنجازات التي حققتها القيادة السياسية في مصر على كافة المستويات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، فضلاً عن التطور الكبير الذي شهدته حقوق الإنسان في مصر.
وشدد على ضرورة أن تقوم منظمات المجتمع المدني في مصر بدورها في الدفاع عن مصر، وتسويق الصورة الحقيقية لأوضاع حقوق الإنسان، من خلال التواصل مع المنظمات الحقوقية في العالم.
شعارات حقوق الإنسان ليست إلا ذريعة
ورفضت النائبة آيات الحداد، عضو مجلس النواب، البيان، موكدة أن الولايات المتحدة الأمريكية خلف البيان.
وقالت الحداد، في تصريحات لها، اليوم، إنه في الوقت الذي تتهكم أمريكا على حرية الرأي والتعبير للمواطنين الأمريكيين، توجه اتهامات كاذبة لمصر، بشأن حقوق الإنسان، فهل تريد أمريكا الفوضى لمصر وتريد الإفراج عن الإرهابيين الذين ثَبُتت اتهامات بشأنهم وصدرت أحكام من قضاء مصر ضد هؤلاء؟
وأضافت النائبة، أن شعارات حقوق الانسان ليست إلا ذريعة تستخدمها الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرة إلى أن الدول التي تتحدث عن حقوق الإنسان وتوجه الانتقادات للدول الأخرى كان الأجدر لها أن تطبق هي حقوق الانسان أولًا ومن ثم توجه أصابع الاتهام للدول الأخرى.
وفي مجلس الشيوخ، أصدر عدد كبير من النواب، رفض البيان الأممي، وأكد النائب عبدالرحيم كمال، عضو مجلس الشيوخ، أن البيان المشترك الصادر عن بعض الدول في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، تضمن العديد من المغالطات والأحاديث المُرسلة التي تستند لمعلومات غير دقيقة وتتنافى أيضًا مع الواقع، وابتعد كل البعد عن الشفافية والموضوعية، ونظر إلى الملف الحقوقي في مصر نظرة سطحية وغير منصفة.
وأضاف أن مصر بذلت على مدار السنوات الماضية جهودًا كبيرة في ملف حقوق الإنسان وحرصت على الالتزام بكافة المعايير الدولية للتعامل مع الملف بما يضمن في النهاية احترام الكرامة الإنسانية وتعزيز مبادئ الاحترام وصون الكرامة وإعلاء مبادئ الديمقراطية، لافتًا إلى أن ما ورد في بيان مجلس حقوق الإنسان تضمن معلومات استقاها من منظمات وجهات مسيسة تعمل ضد مصر منذ عدة سنوات.
ولفت إلى أن البيان الأممي تناسى الدور الذي لعبته مصر داخليًا وإقليميا ودوليًا في مكافحة الإرهاب، وحق مصر في تحقيق حياة كريمة وإعادة بناء دولة جديدة، ومتناسين أيضا ما تم إنجازه في ملف مكافحة الهجرة غير الشرعية، ومكافحة الفساد، والتنمية الاقتصادية زراعيًا وصناعيًا، ومساعي النهوض بالتعليم والرعاية الصحية، وتطوير البنية الأساسية، وتوفير مشاريع التوظيف.
التنسيقية تستهجن البيان
كما أعربت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، في بيان لها، استهجانها من تناول الأوضاع الداخلية لمصر، وفقا لمزاعم ومعلومات مرسلة.
وأكدت التنسيقية أنها تابعت «ما صدر في البيان المشترك من حكومات بعض الدول أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بخصوص حالة حقوق الإنسان في مصر، وتعرب تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين عن استهجانها لنهج تناول الأوضاع الداخلية لمصر وفقا لمزاعم ومعلومات مرسلة».