التحريات: طبيبة السلام كانت بكامل ملابسها والجناة نصبوا من أنفسهم قضاة
تعبيرية
كسيدة ناضجة مسؤولة ع تصرفاتها، استضافت طبيبة السلام صديقها في منزلها، وكان يتبادلان أطراف الحديث في هدوء تام، لكن فجأة أفزعهما طرقات قوية على باب الشقة، وعندما فتحت الباب، اقتحم منزلها مجموعة من جيرانها وعددهم 4 أفراد، بحجة وجودها هي وصديقها وحدهما في الشقة، جاعلين من أنفسهم رقباء على المجتمع، وقاموا بالحكم الفوري على الطبيبة وصديقهما وأبروهما ضربا، قبل أن تقفز الطبيبة من شرفة المنزل رعبا، وهربا من الموت المحدق بها، وتموت في الحال، في حين ألقت النيابة القبض على المتهمين الأربعة.
«إنتي ست شمال بتعملي إيه من الراجل ده والباب مقفول عليكم؟»، هكذا كانت البداية، عندما فتحت الطبيبة الباب، لتتفاجأ بحارس العقار وزوجته واثنين معهما، رغم أن الطبيبة كانت ترتدي كامل ملابسها، وفق التحريات الأمنية، لكن المتهمين بضميرهم السيء، لم يراعو كل هذا وانهالوا عليهما بالضرب المبرح.
وأمام حصار جيرانها، وهربا من الضرب المبرح، ظنت الطبيبة أنها ستموت هي وصدقها بين أيديهم، فلم تجد أمامها سوى القفز من النافذة من شدة الرعب، فيبدو أن المشهد كان مروعا، لدرجة أنها فضلت القفز من الطابق التاسع على البقاء والموت بين أيديهم، لكنها فارقت الحياة أيضا.
توزيع التهم
ووفق تحريات الأمن، فقد برر جيران المجني عليها ما فعلوه بأن السيدة انتحرت، بعد أن ضبطوها في وضع مخل مع صديقها، لكن حديث صديقها ومعاينة النيابة العامة لمسرح الجريمة ومناظرة جثمان الطبية، أثبت أن الضحية كانت ترتدي ملابسها كاملة وهي «ترينج»، وقت العثور عليها جثة هامدة.
وقالت التحريات، «كانت تجلس مع صديقها بشكل طبيعي، وأن الجيران اقتحموا شقتها قبل التأكد من مزاعم الشك بداخلهم، وأنهم نصبوا أنفسهم رقباء على المجتمع دون أن يبلغوا الجهات الرسمية لاتخاذ الإجراءات القانونية في حالة ثبوت أي خطأ من قبل الطبية أو صديقها».
هربت من القتل على يد المتهمين
رواية المتهمين أنكرها صديق الطبية الذي أعترف بأنه كان يجلس مع الطبية بشكل طبيعي ويتحدثان كصديقين، وأثناء وجودهما داخل الشقة، فوجئا بجيران الطبيبة يقتحمون الشقة ويعتدون عليهما بالضرب المبرح، شارعين في قتلهما، مؤكدا أنها قفزت من الرعب، خوفا من الوفاة على يد المتهمين.
وقررت النيابة العامة انتداب الطب الشرعي لتشريح جثمان الطبية، لبيان أسباب وفاتها بشكل رسمي، وكلفت المباحث بإعداد تحرياتها في الواقعة، واقتادت المتهمين إلى مسرح الجريمة وقاموا بتمثيلها، وجدد قاضي المعارضات حبسهم لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيقات.