بعد 24 عاماً من الانتظار: «الرافدين» يعذب أصحاب «معاشات العراق»
بدأ مصرف الرافدين أمس الأول، صرف 7 ملايين جنيه، معاشات تقاعدية لـ62 مصرياً وأسرهم بعد انتظار دام نحو 24 عاماً، من تاريخ خروجهم من العراق، أثناء اندلاع حرب الخليج. الحاج على المعاش، ولم يتمكن من صرف المعاش. الحاج على، أب لـ3 أولاد أرزقية، لا يعملون بوظائف ثابتة، وبنبرة صوت غاضبة، يقول: «أنا أولادى أرزقية بيشتغلوا نقاشين على باب الله، يوم يشتغلوا وعشرة لا، وأنا كان عندى أمل فى فلوس العراق علشان أجوز ابنى الصغير، وأساعده شوية». الحاج جمال حسين، جاء من سوهاج وقطع مسافة لا تقل عن 7 ساعات، عندما علم بخبر صرف معاشات تقاعدية للمصريين، ويقول: «اشتغلت فى العراق 10 سنين، ورجعت فى سنة 1990 قبل الحرب، ورجعت مصر تانى».
«حسين» كان قد فقد الأمل فى حصوله على أى معاش أو تعويضات من العراق، وبابتسامة تغمر ملامح وجهه، يقول: «أنا مكنتش مصدق لما قالوا هيصرفوا لنا معاشات، بس للأسف قالولى ارجع لوزارة القوى العاملة شوف اسمك هناك». ويتساءل باستنكار: «هو معقول مفيش كشف بالأسماء هنا فى المصرف، أنا جاى من سوهاج وسفر بالساعات، يفضلوا يجيبونا من المصرف للوزارة».
«حسين» ستينى العمر، يعمل بشركة خاصة، أب لـ5 أولاد، ويقول: «عندى لسه أولاد محتاجين يتجوزوا، الفلوس دى هتساعد شوية». أما مينا جرجس، عشرينى العمر، جاء ليحصل على معاش والده، الذى كان يعمل مهندساً بالعراق، ويقول: «للأسف مصرفتش، قالولى روح شوف اسم والدك فى وزارة القوى العاملة، ولو ملقتش اسمه، يبقى فى الدفعة الثانية».
من ناحية أخرى، كشف مصدر فى «مصرف الرافدين» العراقى لـ«الوطن»، أن سبب التأخر فى صرف المعاشات على مدار اليومين الماضيين يرجع إلى انتظار ورود خطابات من البنك المركزى المصرى توضح البيانات الدقيقة الخاصة بكل مستحق على حدة ليبدأ الصرف فوراً.