بريد الوطن.. «دعاء الشرق» وعبقرية «عبدالوهاب»
محمد عبدالوهاب
لحن «دعاء الشرق»: للموسيقار محمد عبدالوهاب، أعتقد أنه إبداع خاص، ويقع فى الذروة من إنتاجه من وجهة نظرى، أهيم به هياماً لا حد له عند سماعى المتكرر له، من وجهة نظرى فإن موسيقى اللحن وكلمات الشاعر محمود حسن إسماعيل استدعت ماضى الشرق الذى يقبع بداخلنا منذ القدم ويسكننا بضبابيته وحكمته، بأساطيره، وغموضه، وسحره، وخشوعه وهو يستقبل وحى السماء، وأنصتت الطبيعة أيضاً لكل ما أمرت به من دين ووصايا للأنبياء منذ فجر الكون وعهد الدنيا السحيق، عندما أنصتت الأرض للسماء فكانت شفافية الإيمان، بالكلمة البكر الطازجة، ليس هناك منطق وعقل، فمسرح الدنيا معد لمنطق الروح وتلاشى النفس فى كل ما حولها لتصبح جزءاً من كل، ثم تفقد وجودها بالتلاشى فيه ثم يكون هناك حضور صامت مكثف ثرى من مشاعر تلمسها بوجدانك ونفسك، تفقد فيه الكلمة والحرف القدرة على التعبير، فأنت ممتلئ وتستمتع بجمال خفى تغترف منه الروح حتى النشوة. مزج اللحن كلمات الشاعر شبه الصوفية، الموغلة فى الروحية، موغلة الشفافية بإيقاع فريد عبقرى الأداء.
لست دارس موسيقى، ولا أعرف سُلمها، ولا حتى أسماءه، ولا أعرف ماذا تعنى كلمة هارمونى، ولكن هو إحساس وشعور عفوى مباشر عند سماعى «دعاء الشرق»، إحساس يفككنى لعناصرى الأولى، ثم يعيد تجميع شتات وبعثرة نفسى.
إبراهيم الديب
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com