أساتذة إعلام: دفاع «مبارك» عن نفسه خلط بين كونه «متهماً» ورئيساً أسبق
قال أساتذة إعلام إن دفاع الرئيس الأسبق حسنى مبارك عن نفسه، أمام المحكمة فى «محاكمة القرن»، لم يكن دفاع شخص باعتباره متهماً، بقدر كونه خطاباً لـ«رئيس جمهورية» أسبق، يتجاهل الأحداث والاتهامات لكى يبرر جميع قراراته خلال 30 عاماً أمضاها فى الحكم.
من جانبه، قال الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن «مبارك» اتخذ فى حديثه مسلكاً تبريرياً تبدّى فى تجاهله لكل الأحداث التى مرت بها مصر فى الفترة ما قبل 25 يناير، وتركيزه على كونه رئيس جمهورية سابقاً له تاريخ طويل عبر 50 عاماً من الإنجازات، كما غلب عليه الخلط فى الأدوار بين كونه متهماً وكونه رئيساً أسبق، وكان الهدف من ذلك هو دعم موقفه فى الدفاع سواء أمام القاضى أو حتى أمام المواطنين المتابعين لخطابه.
وأضاف «العالم» أن «مبارك» تعمد عدم الالتفات فى حديثه إلى وصف الثورة كمؤامرة أو محاولة تشويهها، وإنما تغاضى عن ذلك بذكره أنه أسند مسئولية الدولة إلى القوات المسلحة واختار التنحى عن الحكم حينما رأى خطورة الموقف على الشارع والمواطنين، على حد قوله، مشيراً إلى أن «هناك حالة من الخلط فى تفسير خطاب مبارك وتأويله، كل وفق اتجاهاته السياسية».
فيما قال الدكتور فاروق أبوزيد، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن دفاع «مبارك» أمام المحكمة لم يختلف كثيراً عن خطاباته الرئاسية القديمة، فهذا ليس دفاعاً لمتهم أمام محكمة بل هو خطاب رئيس جمهورية ورجل دولة يدافع عن نفسه أمام التاريخ ويسرد إنجازاته، فهو لم يتطرق إلى قضايا فرعية مثل قتل المتظاهرين أو حقيقة ما حدث فى 25 يناير، بل انصب كل اهتمامه على كشف الدور الذى لعبه منذ تولى منصبه، بل وقبل ذلك كقائد للقوات الجوية، ومواقفه التى رفض فيها زيارة إسرائيل، وغير ذلك من القضايا البعيدة عن المحاكمة.
وأشار «أبوزيد» إلى أنه من اللافت للنظر أن مبارك لم يُعِر القضية أى اهتمام، وربما يرجع ذلك إلى أن القضية محسومة، خاصة أن وزير الداخلية الأسبق ومساعديه حسموا الأمر بنفى تورطه فى قتل المتظاهرين أو إعطائه تعليمات بذلك، وهو ما جعله مطمئناً، فحوّل الدفاع إلى خطاب لا يفشى أسرار الدولة، فهو لم يتطرق إلى وقائع أو تفاصيل بعينها، كما لم يتعرض لأى اسم، وظهر جليّاً أنه يريد أن يبدو موضوعياً، وأن يحافظ على صورته كرجل دولة حتى آخر لحظة.
من جهته، قال الدكتور سامى عبدالعزيز، عميد كلية الإعلام السابق، إنه من الصعب محاولة تقييم مرافعة مبارك، لأن هناك فرقاً كبيراً بين مواطن يدافع عن نفسه أمام هيئة المحكمة ومرافعة محامى مختص، إلا أن حديث مبارك اتسم بالتوازن والعقلانية، كما أنه كان حريصاً فى حديثه على ألا يُدخل نفسه فى قضايا شائكة،
بل كان يحاول جاهداً أن يقدم أدلة تؤكد أن من المستحيل أن يشارك فى قتل أى مواطن مصرى، وظهر ذلك فى سرده لتاريخه وإنجازاته منذ أن كان ضابطاً فى القوات المسلحة، وتركيزه على عدم إنكار وقوعه فى أخطاء فى قوله (أنا لا أدعى الكمال.. أنا بشر أخطئ وأُصيب)».