تبرع بأعضائه بعد الوفاة.. «قس» يقترح مبادرة لتوفير الدم للمحتاجين
أيوب: أتمنى وضع صيغة قانونية رسمية للتبرع بالأعضاء
القس ايوب يوسف
أعلن القس أيوب يوسف، راعي كنيسة «بردنوها» للأقباط الكاثوليك، في مركز مطاي بشمال المنيا، عن تقدمه بمقترح لمنظومة الشكاوي الحكومية التابعة لمجلس الوزراء، لحل مشكلة نقص الدم في البنوك، والتي تمثل خطورة على حياة مصابي الحوادث والحالات الطارئة التي تحتاج نقل الدم بشكل عاجل.
أوضح «يوسف»، أنه ذات مرة كان يسير أعلى كوبري المنيا العلوي، ورأي شابا يستنجد بالمارة ويطالبهم بالتبرع بدمائهم لإنقاذ أحد أقاربه الذي يحتاج لنقل دم بشكل عاجل، مؤكدا أن الآف يموتون سنويا بسبب تعرضهم لحوادث طرق، الأمر الذي جعله يتوقف كثيرا أمام هذا الموقف الإنساني، ويقدم مقترحا لمنظومة الشكاوي يتضمن إلزام كل مواطن بالتبرع بنصف لتر دماء أثناء إقدامه على استخراج الأوراق الثبوتية الرسمية، مثل بطاقات الرقم القومي، ورخص قيادة السيارات، شريطة أن تكون حالته الصحية تسمح بذلك، على أن يحصل المتبرع علي مايفيد بتبرعه وفي حالة احتياجه لأي دماء لصالح أقاربه أو حتى أصدقائه، يرد له تبرعه.
أكد القس أيوب، أن هذا المقترح سيحل أزمة نقص الدماء نهائيا، ومع مرور الوقت ستنشر ثقافة التبرع بين المواطنين بشكل تدريجي، خاصة وأن ثقافة التبرع بالدماء ضعيفة، لافتا أنه أرسل هذا المقترح على رقم منظومة الشكاوي الحكومية (16528)، وتم تحويله لوزارة الصحة، التي ردت عليه بالفعل معتبرة أن ما قدمه لايعد شكوى يمكن التعامل معها، وكان رده «دي مش شكوي دا مقترح يجب دراسته بدافع إنساني».
وكان القس أيوب، طالب وزارة الصحة عام 2017، بالإعلان عن الإجراءات والخطوات المتبعة لتسجيل التبرع بالأعضاء بعد الوفاة، وتعيين موظفا في كل مستشفى عام بكل مركز إداري على مستوى الجمهورية، تكون مهمته تلقي طلبات الراغبين بالتبرع بأعضائهم بعد الوفاة وتسجيلها وتوجيههم بالإجراءات الرسمية وذلك تسهيلًا على المواطنين.
وأكد «أيوب»، رغبته في التبرع بأعضائه بعد الوفاة لأي إنسان بغض النظر عن الديانة، وقال «حرصت أن أكون أول من يبدأ بذلك حتى أشجع الناس على ذلك، وتكون مبادرة تساهم في مساعدة المرضى في مصر، مطالبا مصلحة الشهر العقاري بوضع صيغة قانونية تمكن أي شخص بالتبرع بأعضائه من خلال وصية موثقة، لصالح أي شخص بحيث يستفيد الأحياء بالأعضاء الصالحة بجسد المتوفي».
وقال القس: «تأتي أهمية التبرع بشكل قانوني لأن ثقافة الأهل قد تمنع تنفيذ وصية المتبرع بعد الوفاة، لأنهم لن يوافقوا على تشريح جسده، وهنا التسجيل سيمنع تدخل الأهل في ذلك بعد الوفاة».
وأضاف «رغبتي في التبرع بأعضائي بعد الوفاة لها عدة دوافع، ومنها أن هناك الكثير من المرضى يحتاجون تلك الأعضاء ليبقوا على قيد الحياة لكن لا تساعدهم الظروف الاقتصادية على ذلك، فقراري بالتبرع نهائي ولا تراجع فيه، فعندي رغبة حقيقية أن أفعل شيئا يشجع الناس على الوصول لهذا التفكير، وأطالب أن يتم تخصيص مكاتب بالمستشفيات العامة تعمل على تسهيل الأمر لمن يرغب في التبرع، معبرا عن أسفه وشعوره باليأس لعدم تمكنه من الوصول لكيان قانوني وشرعي ورسمي، لتوثيق رغبته في التبرع بأعضائه بعد الوفاة.