من 20 ألف لـ500 متر مكعب مياه.. خبير: زيادة السكان أكلت نصيب الفرد
نهر النيل
تعتبر الزيادة السكانية، ضمن أهم أسباب مشكلات وأزمات المياه، خاصة في دول حوض النيل، التي من المتوقع أن تكون ضمن أول 10 دول في العالم، من حيث عدد السكان بعد نحو 80 عاما، وهو ما ذكرته دراسة نشرت في 14 يوليو 2020 في مجلة «The Lancet»، وتناولت مشكلة الزيادة السكانية في 195 دولة، خلال الفترة من 2017 إلى 2100.
وتوصلت الدراسة، إلى أن مصر والكونغو الديمقراطية وإثيوبيا، من المتوقع أن يكونوا من أكبر 10 دول في العالم من حيث عدد السكان، حيث ستحتل الكونغو المرتبة السادسة، وإثيوبيا المرتبة الثامنة، أما مصر ستكون في المرتبة التاسعة عالميًا، وهو ما قد تكون نتيجته زيادة الصراع على الموارد الطبيعية، وخاصة المياه، في الـ50 عامًا القادمين.
خبير موارد مائية: نسبة مياه النيل ثابته منذ الفراعنة
وفي هذا الشأن، قال الدكتور ضياء القوصي، مستشار وزير الري السابق، وخبير الموارد المائية، إن المياه التي تأتي من نهر النيل منذ المصريين القدماء، هي النسبة ذاتها الموجودة حتى الآن، لافتًا إلى أنه في عام 1800 كان تعداد المصريين 2.5 مليون نسمة، وكان نصيب الفرد من المياه وقتها 20 ألف متر مكعب في السنة، أما بعد تخطي الـ100 مليون نسمة انخفض نصيب الفرد إلى 500 متر مكعب الآن.
القوصي: نصيب الفرد من المياه سيصل إلى 300 متر مكعب
وأضاف «القوصي» في حديثه لـ«الوطن»، أن الزيادة السكانية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بأزمات المياة، وذلك بسبب أن الموارد المائية ثابتة لا تتغير، حيث إنه من المتوقع عند وصول مصر 150 مليون نسمة أن ينخفض نصيب الفرد من المياه إلى 300 متر مكعب، لذلك يجب زيادة الوعي بمخاطر الزيادة السكانية في الريف، ولدى الأميين وغير العاملين، واتباع أساليب توعية حديثة لتحديد النسل.
طرق لمواجهة أزمات المياه
تجديد المواد المائية من الأساليب التي يجب اتباعها حسبما ذكر «القوصي»، وذلك لسد احتياجات المواطنين من المياه في الزراعة والصناعة والعيش، في ظل كثرة الإنجاب المستمر، وإلى أن يتم تحجيمه، وذلك عن طريق إنشاء محطات تحلية المياه الجوفيه، التي نسبة الأملاح فيها أقل من البحار، والاستفادة من الطاقة المتجددة كالرياح والشمس، وهى مميزات لدى مصر يجب استغلالها.
وأشار مستشار وزير الرى السابق، وخبير الموارد المائية، إلى أن مصر تواجه الزيادة السكانية منذ عصر السد العالي، وكان عدد السكان وقتها 30 مليون نسمة، واليوم بعد تخطي الـ100 مليون نسمة ما زال الحديث حول مشكلات الزيادة السكانية مستمر، وذلك نتيجة وجود نسبة من الأميين: «بيجبوا عيال علشان يصرفوا عليهم»، فضلا عن مصطلح «العزوة» المنتشر في الريف المصري.