الفقي يروي قصة خلافه مع جمال مبارك بعد رفضه الذهاب لاسرائيل
جمال مبارك
سرد الدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية، قصة غضب جمال مبارك نجل الرئيس الأسبق حسني مبارك منه بعد رفض الفقي الذهاب إلى إسرائيل بتكليف من «مبارك»، وذلك عبر مذكراته «الرواية.. رحلة الزمان والمكان»، والصادرة مؤخرا عن الدار المصرية اللبنانية بالقاهرة.
وقال الفقي: في عام 2004 كنت نائبا في البرلمان ورئيسا للجنة العلاقات الخارجية طلبني الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب ليبلغني قرار الرئيس مبارك بذهابي إلى إسرائيل بعد رفضه ذهاب سرور الذي جاءت الدعوة باسمه، ليكون التمثيل على مستوى أقل من رئيس البرلمان، وسبب الزيارة هو الاحتفال بمرور 25 عاما على توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، وقد كان من المقرر في تلك الزيارة أن أجلس ممثلا لمصر بجوار شارون على منصة الكنسيت، حيث سيلقى كلمة في ذكرى الاتفاقية وسيقام حفل صغير، ومن حيث المبدأ فإنني لا أستطيع معارضة القيام بأى مهام تحقق فائدة لوطني، ولكني طلبت أن يسمح لي بإلقاء كلمة بعد أو قبل شارون، فحواها أن إسرائيل دولة عنصرية، لا تحترم عهودها، ولا تحترم المواثيق العامة، وكلان آخر حقيقي يعلمه الجميع.
جاء لي الرد بأنني لن ألقي كلمة، وأن تمثيلي للدولة المصرية شكلي فقط، لأنهم يحتفظةن بقائمة أسماء لمن لا يتحمسون لسياسة اسرائيل، وأننى واحد من تلك الأسماء، رغم أنى من المؤمنين بالسلام، ولكن في مكانه الصحيح القائم على العدل والتوازن.
مشيرا: "وبعد حسابات كثيرة وجدت أننى نعرض أن أفقد حضوري ومصداقيتي وتاريخي في العمل العام بلا فائدة إذا قمت بهذه الزيارة، ولن أتمكن بعدها من دخول أي دولة عربية، ولن أجد من يقدرني أو يحترمني بسبب الزيارة المشبوهة، خاصة أنني مثقف قومي عروبي، وللذك قررت عدم الذهاب".
منوها: تصادف أنذاك أني عانيت من آلام معتاة في ركبتي، فذهبت إلى جنيف للعلاج، وكي أبتعد عن الضغوظ، وأثناء علاجي اتصل بي جمال مبارك قائلا: "كيف تعترض وترفض قرار الرئيس مبارك من أجل الذهاب إلى اسرائيل؟ وأنت رئيس لجنة مصر والعالم داخل الحزب الوطني؟ ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان، وهذه المناصب لها حسابات كثيرة". قلت له: "يا أستاذ جمال أنا نفسيا لست قادر على الذهاب ولن أسافر لاسرائيل". قال لي: "تذهب من أجل مصلحة بلدك". فقلت له: "لقد طلبت أن اسجل موقفي في كلمة وقد رفضوا.. وهذا ما لا استطيع أن أفعله"ويلفت: بعد أن عدت إلى مصر وجدت نفسي ممنوعا من الظهور في الإعلام الخاص والمملوك للدولة مدة بلغت سبعة شهور، ودخلت في حالة اكتئاب كانت الأصعب في حياتي وقد تم إقصائي من رئاسة لجنة مصر العالم بعد أسابيع.