بعد تقرير «الوطن».. تكريم «ليلة» كهربائي الغسالات ضمن الأمهات المثاليات
«ليلة» تعمل في تصليح الأجهزة المنزلية منذ 10 سنوات لكسب قوت يومها
ليلة السيد
تغادر منزلها في باكورة صباح كل يوم صوب دكانها الذي استأجرته قبل سنوات قليلة لتستقبل فيه زبائنها، تقضي على بابه ساعات طوال في انتظار أحد الراغبين في إصلاح عطل أصاب غسالته أو أي جهاز كهربائي في منزله، متحدية الرجال في مهنة ذكورية، أجبرتها ظروفها الصعبة إلى التخلي عن أنوثتها لملء بطون أبنائها، باتت تعرف بين أبناء قريتها بحرفتها ويديها «اللي تتلف في حرير»، فاستحقت التكريم ضمن الأمهات المثاليات بمحافظة بني سويف في شهر المرأة وتزامنا مع عيد الأم.
تقديرا منهم لدورها العظيم كزوجة وأم مسؤولة عن ثلاثة أبناء، كرمت المنظمة العالمية لخريجي الأزهر ببني سويف السيدة «ليلة سيد»، صاحبة القصة المنشورة بـ«الوطن» بعنوان- كعب داير في البيوت.. «ليلة» كهربائي غسالات وسخانات: عشان مصاريف ولادي- وذلك بالتعاون مع كل من الغرفة التجارية، ومديرية التربية والتعليم بالمحافظة ومديرية التضامن الاجتماعي.
وكانت «الوطن»، نشرت موضوعا بتاريخ 18 فبراير الماضي،عن رحلة كفاح «ليلة» منذ 10 سنوات من خلال العمل في مهنة «الكهربائي» للأجهزة المنزلية لتحصيل نفقات أسرتها في ظل الظروف المرضية التي يعاني منها زوجها.
استأجرت دكان قريب من بيتها لاستقبال زبائنها فيه
لم ترث «ليلة» المهنة من والدها بل اكتسبتها بالممارسة، «بعد ما اتجوزت كنت غاوية أغير لمبة أو أصلح سخان واحدة واحدة اتعلمت وبقيت أصلح كل حاجة في البيت»، تروي الأم لـ«الوطن» كيف بدأت العمل في مهنة «الكهربائي»، غير مكترثة لعادات أهل البلد التي تلزم كثير من السيدات على البقاء في ديارهن، وكانت تجوب الشوارع وتعبر عثرات الأزقة والحواري بحثا عن الزبائن، «بلف على البيوت أصلح غسالات أو بوتاجازات أو سخانات وأي جهاز محتاج تصليح بعرف أصلحه».
شهادة تقدير ومصحف لتكريمها
شهادة تقدير باسمها ومصحف، هدايا تلقتها الأم الخمسينية لحظة النطق باسمها لتكريمها خلال احتفالية تكريم الأمهات المثاليات بمحافظة بني سويف، قبل يومين، تصف تلك اللحظة في حديثها لـ«الوطن» بـ«العوض» عن شقاء سنوات طوال لتلبية مطالب واحتياجات أسرتها.