ابتسامات ووجوه عابسة، وأخرى يظهر عليها التوتر، والهم والتفكير العميق، لحظات قليلة وارتسم على تلك الوجوه ملامح الألم والرعب والصدمة ومنهم من غاب عنه الحياة وفاضت روحه إلى بارئها، ذلك هو حال ركاب حادث قطاري سوهاج الذي وقع ظهر اليوم.
مأساة استقيظ عليها سكان مصر بعد اصطدام قطارين في طهطا بمحافظة سوهاج، ووفقا لما أعلنته وزارة الصحة والسكان بلغ عدد المصابين 165 بينما بلغ عدد الضحايا 32 شخصا حتى آلان.
نصائح الطب النفسي في حادث قطاري سوهاج
وعن الصدمة النفسية التي عاشها الكثيرون اليوم، سواء برؤية المشاهد الصادمة على مواقع التواصل الاجتماعي أو الواقع أو بمعايشة الحادث نفسه، يقول الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، أن تجاوز الصدمة النفسية للحادث تعتمد على نوع شخصية الشخص نفسه.
وشرح استشاري طب النفسي، أنه عند تعرض الشخص لصدمة مؤلمة أو رؤيته لمشاهد صادمة، فتجاوز الأمر يعتمد على نوع الشخصية، فهناك أشخاص متوترين دائما وآخرون يشعرون بالخوف في كل وقت، بينما هناك من يشاهدون الصور ومقاطع الفيديو المؤلمة ويشعرون بألم ووجع نفسي «اللي هيشوف فيديو، غير اللي هيشوف لقطة، غير اللي شاف الحاجة على الطبيعة، غير اللي كان جوه القطار».
التأهيل النفسي لضحايا حادث قطاري سوهاج
وعن كيفية تأهيل الناجين من الحادث الأليم، فذلك يعتمد على التاريخ المرضي النفسي للمصاب أو الناجين وشدة الإصابة الجسدية وتماسكه في المواقف الصعبة: «الموضوع بيختلف حسب شدة الإصابة والتاريخ المرضي النفسي من عدمه، وهل المريض تعرض لمشكلة نفسية قبل كده»، وفقا لحديث «فرويز» لـ«الوطن».
وأكد الطبيب النفسي أن الشخص إذا كان لديه مرض نفسي من قبل، سيكون التأثير عليه شديدا، وأما الأشخاص الذين فقدوا أقاربهم أو أصحابهم فيكون الأمر صعبا عليهم؛ نظرا لأنهم شاهدوا الأمر بنفسهم في حالة تواجدهم معا في نفس الحادث وسيأخذ فترة كبيرة من الوقت حين تجاوزه، وقد يتعرض الناجون والمصابون وأهالي الضحايا لتأثيرات نفسية مختلفة مثل اضطرابات في النوم أو الأكل، وإذا كان الضرر النفسي شديدا سيعاني الشخص من أعراض هيستيرية عنيفة.
وأوضح أن التأثير النفسي على رواد مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» الذين شاهدوا الحادث الأليم ومشاهد الدم والضحايا، سيكون خفيفًا عليهم: «خبر بيعدي وخلاص، لأن في فرق بين إني أقرأ خبر وبين إني اتعايش مع خبر».
تعليقات الفيسبوك