«أبطال الجيش الأبيض»، جملة أطلقت على رجال الرداء الأبيض من أطقم الأطباء والتمريض، نظرًا لجهودهم الكبيرة في محاربة الأمراض ومداواة المرضى وتخفيف الآمهم، وهو الأمر الذي جسدته الأطقم الطبية لمختلف المستشفيات داخل مدينة طهطا لمواجهة حادث تصادم قطاري سوهاج.
لحظات الرعب التي عاشها ركاب قطاري سوهاج، عقب حادث التصادم المأساوي الذي وقع بين مركزي طهطا والمراغة، وأسفر عن سقوط عدد من الضحايا والمصابين الذين تم نقلهم إلى مستشفيات المراغة وطهطا وسوهاج، وسط رفع حالة الطوارئ في كل المستشفيات استعدادا لتلقي المصابين، دفع أبطال الجيش الأبيض في مدينة طهطا بقطع إجازتهم الإسبوعية، كما عاد آخرون للعمل رغم تقاعدهم لسنوات من أجل مساندة زملائهم.
طبيب يعود للعمل بعد تقاعده لعامين
لم يأبه الدكتور أحمد محمود محجوب، أخصائي جراحة عامة، لتوقفه لمدة عامين عن العمل بعد تسوية معاشه مبكرًا، ليقرر العودة إلى العمل في ذلك اليوم الصعب لدعم زملائه: «رؤيتي لمرور عدد كبير من سيارات الإسعاف من أمام منزلي، دفعني للتساؤل عن سبب ذلك، وبمجرد ما دخلت على الإنترنت شوفت الحادثة، بادرت بالنزول إلى مستشفى طهطا العام دون تلقي أي اتصال».
وروى «محجوب» لـ«الوطن»: «لما روحت مستشفى طهطا كملت معاهم لغاية الساعة 3 ونص العصر، ولكني تلقيت اتصالا من صديقي بحاجة أحد مستشفيات سوهاج إلى جراحين، فرحت أنا وزميلي المتقاعد أيضًا، كملت هناك لبعد 6 مساء، بعدما استقرت الحالات هناك».
طبيب يقطع إجازته من أجل دعم زملائه
وعلى الطريقة ذاتها، لم يتوان الدكتور أحمد محمود الفيومي، أخصائي جراحة عامة بمستشفى طهطا، في تلبية استغاثة المصابين في تلك الحادثة، قائلا: «كنت لسه صاحي من النوم وفجأة شوفت الحادثة على الإنترنت فقولت أكلم حد من الزملاء في مستشفى سوهاج، على أساس أن الحالات هتتحول على هناك لكبر حجم إمكانياتها في تلك الحوادث الضخمة».
ولكن فوجئ «الفيومي» باتصال من زميله بمستشفى طهطا يخبره بقدوم المصابين إلى مستشفى طهطا، بحسب حديثه لـ«الوطن»: «روحتلهم في أسرع وقت، واتفاجئت بوجود عدد كبير من الأطباء سواء اللي في الأجازات أو حتى اللي طلعوا معاشات، كلهم ساعدوا في معالجة المصابين».
ساعات طويلة قضاها «الفيومي» داخل المستشفى لعلاج المصابين منذ بداية اليوم حتى العودة لمنزله في الحادية عشر مساء، قائلا:«لازم نعمل كده في أي طوارئ، لأن شغلتنا مش بدوام ولا أوقات معينة، وطالما فيه حادث مأسوي كبير زي ده لازم كلنا نتواجد».
ممرض يترك أجازته لمساعدة المصابين: روحت موقع حادث قطاري سوهاج
محمود بخيت، صاحب الـ26 سنة، ممرض في مستشفى طهطا العام، أبى ترك حادث قطاري سوهاج المأسوي، دون مشاركة زملائه في إنقاذ المصابين: «النهارده كنت أجازة من الشغل، ولكني قريب من الخط السريع، فسمعت صورة سيارات الإسعاف وسألت عن اللي بيحصل، فعرفت بواقعة تصادم القطارين».
لم ينتظر «بخيت» حتى الذهاب إلى المستشفى للذهاب معهم، بل قرر الذهاب على الفور لموقع الحادث على حسابه الشخصي، وفقا لما ذكره لـ«الوطن»: «قعدت اساعد المسعفين في المكان لمدة ساعة، وبعدين رجعت على مستشفى طهطا العام في مواصلات، علشان أكمل شغلي من هناك».
من الساعة الثانية والنصف عصرا حتى السابعة مساءا، تلك المدة التي تواجد بها «بخيت» داخل المستشفى لمداوة جروح المرضى: «كنا بنساعد في كل حاجة، ورغم صعوبة اليوم إلا أني حاسس بتقديم حاجة إنسانية، لوجه الله تعالى».
تعليقات الفيسبوك