بـ«اللودر والكلاب».. وسائل استخراج الأحياء والأشلاء من عقار جسر السويس
عقار جسر السويس المنهار
في ثوان معدودة، قطع هدوء الليل الصامت، صوت عنيف لانهيار 10 طوابق، لم يترك سوى الفزع وكومة من التراب أسفلها حياة انتهت وأخرى تصارع للنجاة، هكذا كان المشهد في شارع جسر السويس.
انهيار عقار جسر السويس
في الساعة 3 فجر اليوم، تلقت غرفة العمليات المركزية بمحافظة القاهرة بلاغًا بانهيار عقار مكون من بدروم وأرضي و9 طوابق متكررة بشارع الثلاجة تقسيم عمر بن الخطاب بجوار محطة مترو عمر بن الخطاب بنطاق حي السلام 1، حيث تم نقل 24 حالة إصابة إلى مستشفيات السلام وعين شمس مع وجود 8 حالات وفاة، وما تزال قوات الحماية المدنية والإنقاذ المركزي وأجهزة المحافظة تواصل البحث عن وجود أشخاص تحت الأنقاض، حيث قرر محافظ القاهرة تشكيل لجنة هندسية لفحص العقارات المجاورة للعقار المنهار.
وبدأت النيابة العامة تحقيقاتها في حادث انهيار عقار جسر السويس، وصرحت بدفن جثامين الضحايا البالغ عددهم 8، بينما تستكمل قوات الدفاع المدني أعمال البحث عن جثث الضحايا لانتشالها من تحت الأنقاض.
فيما قالت محافظة القاهرة إن انهيار عقار جسر السويس، يرجع إلى أن أسفله كان يوجد مصنع ملابس بالبدروم، تم استهدافه بمعرفة ضباط المرافق والحي وتم إخلائه وتشميعه بتاريخ 7 مارس كما تم تحرير المحضر لإدارة المصنع دون ترخيص وتحويل البدروم لجراج بتاريخ تحرير المحضر، وتم إخلاء البدروم من جميع محتويات المصنع وتشميعه.
كيف تتعامل الحماية المدنية مع الحادث
اللواء ممدوح عبدالقادر، مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بالقاهرة سابقا، أوضح أن قوات الحماية المدنية تضطلع في تنفيذ دور بالغ الأهمية خلال حوادث انهيار العقارات، والذي ينقسم لعدة مراحل، من أجل إنقاذ المواطنين.
وقال عبدالقادر، لـ«الوطن»، إنه في البداية تتولى أقسام الداخلية المختلفة عدة مهمات عاجلة، حيث تجري وحدة البحث الجنائي تحريات سريعة عن عدد المتواجدين داخل العقار، بيننا يتولى الأمن العام تأمين العقار لمنع عمليات السرقة.
وأضاف أن قوات الحماية المدنية تبدأ في مساعدة المصابين والأحياء أولا، ورفع الأنقاض أولا باليد المجردة دون معدات، ويمكن الاستعانة ببعض المقاولين وكشافات الإنارة، ثم استخدام المعدات الخفيفة مثل «الفأس والكوريك»، والبحث في الأماكن المفترض تواجد المواطنين فيها وفقا لموعد انهيار العقار، فمثلا إذا أنهار ليلا يتم البحث عن مكان غرف النوم.
وتابع أنه بعد ذلك يتم الاستعانة بالمعدات نصف الثقيلة مثل «اللودر»، بحساسية شديدة جدا لمنع انهيار الأنقاض على أحياء، ورفع الركام الناتج عن انهيار المبنى بشكل تام، حيث يتم وقف العمل بين كل فترة لاستخدام وسائل الاستماع والتصوير.
استخراج الأحياء والأشلاء
وفيما يخص استخراج الأحياء والأشلاء من أسفل الأنقاض، أشار اللواء ممدوح عبدالقادر إلى أنه يتم عن طريق أجهزة ومعدات للاستماع للوصول إلى أي صوت أسفل العقارات، بالإضافة لكاميرات تلفزيونية للتصوير بداخل الأنقاض، للبحث عن أي أشخاص، وهي أدوات بسيطة وحساسة جدا، وتمكن من الاتصال بالمواطنين الأحياء.
وأردف أنه يتم الاستعانة أيضا بكلاب بوليسية مدربة تدريب جيد لأعمال الإنقاذ.
ولفت إلى أنه إذا تم العثور على أشلاء ذات حجم واضح تظهر في الكاميرات التلفزيونية التي تدخل في أماكن الهدم، كما أن الكلاب البوليسية تحدد أذا كان الجثمان لشخص حي أو متوفي، عن طريق نبضات القلب بفضل حاسة السمع القوية جدا لديهم.