بين موتى ومصابين.. 8 شباب من عائلة واحدة تحت أنقاض عقار جسر السويس
أحد أفراد العائلة المنكوبة: لسة بندور على جثة محمود
ضحايا عقار جسر السويس المنهار
مع دقات الثالثة فجر يوم السبت، تلقى محمد عبدالرزاق اتصالا هاتفيا يخبره بأن أبناء عمه وعددا من جيرانه انهار عليهم عقار بجسر السويس، فأسرع مهرولا من مسقط رأسه بإحدى قرى محافظة قنا، مستقلا أول قطار للاطمئنان على أقاربه.
وجد «عبدالرازق» اثنين من أقاربه متوفيين وثلاثة في حالة حرجة داخل العناية المركزة بمستشفي السلام، وآخر تم نقله لمعهد ناصر لبتر ساقه، وآخرين بحالة أفضل واقتصرت إصاباتهم على كسور وكدمات.
لحظات قاسية مرت على الرجل الخمسيني، الذي كان يرافقه عدد آخر من أبناء العائلة، إذ انتقل لمقر الحادث وشاهد الركام متساقطا والجثث مدفونة تحت الأنقاض تنتظر من ينقذها: «لينا 8 شباب زي الورد كلهم ولادي عمي، توفى منهم اتنين مصطفى ومحمود لسه بندور على جثته، و6 مصابين، فيهم اللي حالته مستقرة واللي حالته خطرة».
الصدمة الأولى
حادث أفجع الجميع الذين استيقظوا على صوت انفجاره الضخم، حين تحول العقار الذي كان يضم 12 طابقا لـ «كومة تراب» ملطخة بدماء سكانه: «كلهم شباب صغير بيجري على أكل عيشه شغالين في المصنع اللي في بدروم العقار وساكنين في الدور السابع فجأة المبنى وقع عليهم وأنهى حياتهم في لحظة».
استلام جثمان ضحية عقار جسر السويس
استلم جثمان ابن عمه فور وصوله بعد تغسيله وأرسله إلى البلد لإتمام مراسل الدفن، فيما ظل يبحث عن الفقيد الآخر، الذي اختفى تحت الأنقاض وانقطعت أنفاسه: «غسلنا مصطفى والعربية اتحركت به دلوقتي للبلد وأحنا قاعدين عشان الباقيين وبندور على المفقودين».
كان يرافقه محمد عقل، ابن عمه الذي أكد على وجود حالات خطرة وأخرى مفقودة: «فيه جنازتين طلعوا من عندنا وفاضل اتنين لسه ملقناهمش، دول اللي توفوا، المصابين معاهم ربنا، فيهم 3 في حالة خطرة».
8 شباب يسكنون ويعملون في عقار جسر السويس المنهار
يحكي الخمسيني أن الشباب كانوا قاطنين في هذا العقار منذ سنوات يعملون في مصنع الملابس المتواجد في أسفله بينما يسكنون في طابقه السابع، مؤكدا أنهم متواجدون بداخله على مدار اليوم لا يغادرونه إلا للضرورة: «كانوا نايمين ومرة واحدة حسوا البيت بيقع بدون أي مقدمات، سقط أول 4 أدوار وبعد كده نزلت باقي العمارة».
طوابق بدون ترخيص
يقول «عبدالرازق» لـ «الوطن»، إن العقار كان بالأساس عبارة عن ثلاجة لحفظ اللحوم، ويعد مبنى قديما ورغم ذلك قرر مالكه بناء 9 أدوار إضافية دون أساس يتحمل تلك الطوابق: «العقار قديم واحد اشتراه حب يعمل فيه شوية تعديلات وترميم في الدور الأرضي، وقام طلع أدوار عليه وصل للطابق ال12 متكرر وهو بينكس فيه من تحت، وفيه بدروم، ازاى بتبني في عقار قديم لازم طبعا ينهار».