افتتاحية تليجراف تذكر بأهمية قناة السويس: أزمة «إيفر جيفين» خير دليل
الموانئ في أوروبا غير مستعدة لاستقبال عدد كبير من السفن
السفينة العملاقة إيفرجيفين
قالت صحيفة ديلي تليجراف البريطانية، إن إغلاق قناة السويس لمدة أيام بسبب جنوح سفينة الحاويات العملاقة إيفر جيفين قد أضر بشكل كبير بالمصنعين وتجار الجملة وتجار التجزئة الذين يعتمدون على حركة المرور في القناة.
وتابعت الصحيفة البريطانية، في افتتاحيتها اليوم، بأنه في اللحظة التي جرى فيها تعويم السفينة العملاقة بعد أن جنحت منذ أيام في قناة السويس، كان ذلك بمثابة راحة للمصدرين في جميع أنحاء العالم، وقد ذكرنا ذلك الحدث بأهمية التجارة العالمية وسهولة عبور القناة التي يبلغ طولها 120 ميلًا والتي افتتحت عام 1869.
وأضافت الصحيفة، أنه من المدهش أن مثل هذا الحدث لم يحدث من قبل، وعلى الرغم من وجود حوادث مماثلة في الماضي، لكن لم يكن من المحتمل أن تسد سفينة الممر المائي بأكمله، حيث تعد السفينة إيفرجيفين عملاقا حقيقيا، حيث يبلغ طولها أكثر من 1300 قدم، تزن 200 ألف طن وتحمل حوالي 18 ألف حاوية بارتفاع 200 قدم تقريبًا.
ونوه إلى أنه على الرغم من حجمها الهائل، لكنها جنحت بفعل الرياح في الأسبوع الماضي وبعدت توقفت الملاحة في القناة، وتقطعت السبل بالمئات من سفن الحاويات وسفن البضائع وناقلات النفط والغاز، ولم تتمكن من دخول القناة، حيث تردد أصحابها في إرسالها على الطريق الأطول والأكثر تكلفة حول رأس الرجاء الصالح بجوار جنوب أفريقيا، وحتى الآن بعد تعويم السفينة، لا تزال هناك مشاكل لوجستية خطيرة، حيث سيستغرق إنهاء تراكم السفن الانتظار ربما لأسابيع، وفي غضون ذلك سيتجه آخرون إلى القناة، وستصل السفن إلى الموانئ في البحر الأبيض المتوسط وبحر الشمال وهي مستعدة لاستقبال تدفق مستمر من السفن الوافدة، لكنها غير مستعدة لاستقبال عددًا كبيرًا من السفن يصل جميعًا مرة واحدة.
قدرت صحيفة لويدز ليست، المتخصصة في مجال الشحن البحري، أن إيفر جيفين كانت تحتجز نحو 9 مليارات دولار من التجارة العالمية يوميًا ، وهو أكبر اضطراب سببته سفينة عالقة بما يفوق تأثير وباء فيروس كورونا المستجد، ما يؤثر بشكل ضار على المصنعين وتجار الجملة وتجار التجزئة الذين يعتمدون على حركة المرور في القناة، وذلك تذكير مفيد بمدى ضعف العالم أمام عاصفة من الرياح.