بعد 44 سنة.. أعمال الخير تخلد ذكرى «العندليب» في «الحلوات» بالشرقية
منزل عبدالحليم باعه الورثة وأصبح مهجورا
رغم مرور 44 سنة على وفاة الفنان الراحل عبد الحليم حافظ، إلا أن أعمال الخير، إلى جانب أعماله الفنية، مازالت تخلد ذكرى «العندليب» بين أبناء قرية «الحلوات»، التابعة لمركز الإبراهيمية، في محافظة الشرقية، الذين يتناقلون سيرته العطرة جيلاً بعد جيل، لتبقى معاملته الإنسانية الحسنة محوراً لأحاديتهم.
بمجرد أن تطأ قدم أي شخص قرية «الحلوات»، مسقط رأس «العندليب»، يشعر وأن «عبد الحليم الغائب مازال حاضراً»، فهناك وسط أرجاء الوحدة الصحية، تختلط أنفاس المرضى بالدعوات للفنان الراحل بالرحمة والمغفرة.
«محمد إبراهيم»، أحد أهالي القرية، تحدث لـ«الوطن» قائلاً إن «قرية الحلوات كانت من أولى القرى التي تم إنشاء وحدة صحية فيها بمركز الإبراهيمية»، مشيراً إلى أن الفنان الراحل أنشأها على نفقته الخاصة عام 1964، وحضر الافتتاح وقتها رئيس الوزراء، علي صبري، في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، والهدف منها مساعدة الأهالي في الحصول على خدمة طبية، وتوفير العلاج اللازم لهم، دون الحاجة للانتقال خارج القرية، سواء بالتوجه إلى مستشفى الإبراهيمية، أو أحد المستشفيات بمدينة الزقازيق، طالما حالتهم لا تحتاج لذلك.
وتابع بقوله: «دائماً يقترن ذكر اسم عبد الحليم بحرصه على مساعدة أبناء القرية، فعلى الرغم أنه لم يعش فيها فترة طويلة، إلا أنه كان حريصاً على ألا يترك محتاجاً دون أن يهرع لمساعدته ويحقق مطلبه، فكان يدخل الفرحة على نفوس الجميع»، مشيراً إلى أنه من أهم الأعمال التي كان يحرص «العندليب» عليها دائماً، هو مساعدة الفتيات غير القادرات على تجهيز احتياجتهن من مفروشات وأجهزة، وكان يوصي شقيقته «علية» بأن تتولى هذه الأمور بنفسها.
كما أشار الرجل الخمسيني، إلى أنه علم من أحد أقاربه، قبل وفاته، أن معظم القرى كانت تغرق في الظلام بعد غروب الشمس، إلا أن قرية «الحلوات» كانت من أوائل القرى التي دخلتها الكهرباء، بعد قيام الفنان الراحل بشراء محول كهربائي على نفقته الخاصة، لخدمة القرية.
«أحمد شكري»، مدير إدارة شركة مصر للزيوت والصابون، ابن خالة والد الفنان الراحل، يتذكر القصة الشهيرة للفتاة التي ذهبت من الشرقية إلى منزل عبد الحليم حافظ، لتطلب مساعدته لاستكمال دراستها في كية الطب، قائلاً إنها كانت تعيش في إحدى قرى ديرب نجم، وتوجهت إلى معهد السينما، وسألت عن عنوان منزل عبد الحليم، وتوجهت إلى شقته التي كان يسكن فيها أمام حديقة الأسماك بالقاهرة، وما إن ضربت الجرس، وجدت الفنان أمامها، يفتح الباب، حيث كان يتأهب للخروج، مشيراً إلى أنه استقبالها مقابلة حسنة، وعلم بقصة دراستها في كلية الطب، وبدأ يساعدها ويوفر لها نفقات الدراسة.
الرجل الذي يقطن داخل منزل بعد نحو أمتار من منزل قديم كان عبارة عن استراحة للفنان الراحل، استكمل حديثه قائلاً إن الفنان الراحل ولد في قرية «الحلوات»، لكنه عاش فيها فترة قصيرة في طفولته، لافتاً إلى أن الترعة التي كان ينزل فيها، وأصيب عبر مياهها بمرض البلهارسيا، لا تزال موجودة، على بعد أقل من نصف كيلومتر فقط من منزله.
وتابع «شكري» أن عبد الحليم انتقل للعيش مع خاله في الزقازيق، ودرس الموسيقى هناك، وعمل مدرساً للموسيقى في طنطا، ثم في الزقازيق، حتى وصل للإذاعة، وبدأت شهرته من هناك، وانطلقت مسيرته الفنية الذاخرة بالعديد من الأغاني والأفلام السينمائية.
وأضاف أنه قبل سنوات طويلة، اشترى عبد الحليم قطعة أرض، شيد على جزء منها منزلاً يتكون من طابق واحد، تبلغ مساحته نحو 200 متر، وتحيط به حديقة تنتهي حدودها بسور لا يزيد على متر ونصف المتر، تبلغ مساحتها نحو700 متر، مشيراً إلى أنه طول السنوات التي عاش خلالها عبد الحليم، كان المنزل بمثابة استراحه له ولأشقائه، وبعد وفاته انتقلت ملكية المنزل إلى الورثة، وظل مغلقاً لسنوات طويلة، لم يتردد عليه أحد، حتى قام الورثة ببيعه إلى أحد الأشخاص، وتم بيع جزء من أرض المنزل، وإنشاء مخبز عليها، فيما تم الإبقاء على المنزل كما هو، حيث لم يقم مالكه الجديد بالسكن فيه أو بيعه أو هدمه.