من الجاني؟.. حجازي يكشف أولى قضايا الاتجار بالبشر في مصر: «بيع أطفال»
أرشيفية
مستغلاً إعاقته وهيئته الرثة التي تدّر عليه عطف المارّة، وتجعله أبعد ما يمكن عن الشكوك والظنون أوالتورط في أعمال إجرامية، لينشيء على أرض مدينة السلام شرق القاهرة إمبراطوريته في الاتجار بالبشر مستهدفاً الأطفال منذ بلوغهم الخامسة من عمرهم، هكذا بدأ اللواء زكريا حجازي روايته للقضية التي وقعت أحداثها عام 2000، وكانت حينها من أوائل الوقائع التي يتم فيها استغلال الأطفال والاتجار بهم من قبل أحد الأشخاص عن طريق بيعهم بمقابل مادي أو إجبارهم على التسول في الشوارع.
استغلال إعاقة واتجار بالبشر
يعود اللواء حجازي الذي كان حينها برتبة رائد في الإدارة العامة للأحداث بمباحث وزارة الداخلية بذاكرته لقبل نحو عشرن عاماً، ويبحث في دفتر ذكرياته عن القضايا التي شغلت الرأي العام حينها، حيث يقول حجازي: «في أحد أيام صيف عام 2000 ورد بلاغ لإدارة الأحداث بوجود شخص يدعى محمد عبد الفتاح يقيم بمدينة السلام ويقوم باستغلال الأطفال من أجل العمل في الشوارع والتسول من المواطنين، ليستولي في نهاية كل يوم على الأموال التي استطاعوا الحصول عليها، وفي أحيان أخرى يلجأ إلى بيعهم كالسلع».
المتهم يبيع الأطفال مقابل 3 آلاف جنيه
بمجرد تلقي حجازي البلاغ بدأ في التفكير لوضع خطة محكمة للإيقاع بالمتهم متلبساً بجريمته ويقول: «اتفقت مع ضابط وسيدة إنهم يروحوا مدينة السلام ويتظاهروا إنهم عايزين يشتروا طفل وبالفعل ده حصل، واكتشفنا إنه بيبيع البنت بـ2000 جنيه والولد بـ3000 جنيه، وافق الضابط والسيدة بصفتهما زوجين حرما من الإنجاب، وتم تحديد ميعاد ومكان تسليم الأطفال، وعقب إتمام عملية البيع والشراء كشف الضباط عن هويتهم الحقيقية، وتم إلقاء القبض على المتهم الذي ألجمته الصدمة عن النطق عقب الوقوع في قبضة الأمن»
الجاني استهدف الأطفال اللقطاء لاستغلالهم
وأوضح أنّه بالرغم من غرابة القضية حينها كون عملية بيع الأطفال مستجدة وأخبارها غير متداولة داخل البلاد، وكان وقعها على مسامع المواطنين غريباً للغاية، إلاّ أنّ التفاصيل التي ظهرت أثناء التحقيقات التي خضع لها المتهم وأدلى خلالها باعترافات عن كيفية الحصول على الأطفال أو استدراجهم للوقوع في شباكه كانت صادمة «توقعنا إن الأطفال دي مخطوفة من أهلها أو تايهين مثلا ولم يستدل على أسرهم ولكن المفاجأة كانت أن المتهم بيحصل على الأطفال بعلم وموافقة أمهاتهم فقط لأنه كان بياخد الأطفال اللقطاء».
الجاني واجه تهم التستر على جريمة وتعريض حياة أطفال للخطر
وأشار إلى أن المتهم كان يستهدف ويتابع الفتيات اللاتي أقمن علاقة غير شرعية خارج إطار الزواج ونتج عنها حمل: «لما كان بيعرف إن فيه بنت حامل من علاقة محرمة وعايزة تتخلص من الجنين كان بيتواصل معاها ويراعيها طول فترة الحمل، ويهتم بتغذيتها وأدويتها، ولما يقرّب ميعاد الولادة بيحجز لها في مستشفى نضيفة لحد ما تولد بشرط إنه يأخذ الطفل وهي ماتسألش عنه تاني ولا ليها علاقة بيه، الأمر الذي كانت توافق عليه أغلب الفتيات للتخلص من جنينها خوفاً من الفضيحة».
وتابع: «اللافت أنه على الرغم من كونه صاحب إعاقة إلاّ إنه كان لوحده ومكنش معاه شركاء عشان محدش يرشد عنه وكانت التهم التي واجهها الجاني شملت التستر على جريمة وتعريض حياة أطفال للخطر».
وواصل حجازي: «مكنش وقتها قانون الاتجار بالبشر طلع لأنه كان أواخر سنة 2000 أو بدايات 2001 وتمت إحالة المتهم إلى المحاكمة الجنائية».