صديقة موظفة مستشفى حلوان تكشف عن مفاجأة: اتنصب عليها وهنجمع عشان نسد ديونها
نبش قبر
كان المشهد قاسي ومربك للجميع، موظفة في مستشفى، محبوبة من زملائها، تصاب بكورونا، ثم تفارق الحياة بعد أقل من أسبوع، اعتبرها البعض شهيدة من باب العزاء والمواساة، لكن هناك من استكثر على محبيها هذا، فنبش قبرها، وأحرق جثتها.
المشهد مرعب، فلا أحد يصدق ما حدث، أو يملك القدرة على توقع اسبابه، وهو ما دفعنا للبحث عمن اقتربوا من حياة الضحية، علنا نجد ما يفك ألغاز الواقعة.
البداية من داخل مستشفى حلوان، هنا عاشت الضحية «مني. ج» تفاصيل كثيرة، يروى لنا جانبا منها، «ر. أ» ممرضة بالمستشفى، كانت تجمعها بالضحية علاقة زمالة وصداقة امتدت لـ11 عاما.
موظفة حلوان سقطت في فخ الجمعيات
تقول «ر – أ»: «مني.أ» تعرضت للنصب خلال السنوات الأخيرة، كانت تنظم جمعيات لزملائها، لأنها بطبعها خدومة وطيبة، لكن البعض استغل هذا الأمر، «فيه ناس طمعت في فلوس الجمعية، واخدوها في دورهم، ومكملوش»، ووجدت نفسها مطالبة بسداد مبالغ كبيرة، وبعد ضغوط من المتضررين، وتهديدهم باللجوء للطرق القانونية، قررت الضحية السير في اجراءات الحصول على قرض، لإنهاء هذه الأزمة، «المبلغ كان كبير وهى خايفة تتحبس، أو تتفضح بين الناس، خصوصا أنها مسؤولة عن رعاية والدتها المريضة، علشان كده أخدت قرضين مش واحد».
الضحية كان نفسها تسدد ديونها وتتجوز
تتوقف «ر – أ» عن الكلام قليلا، وكأنها تستدعي مشهد تختزنه في ذاكرتها، «مني» حاولت تسديد الديون لأصحاب الجمعيات، لأنهم كانوا يلاحقونها من وقت لآخر، ويطالبوها بالسداد بدلا من أن يكون مصيرها السجن، وتواصل قائلة: «أخر مرة قالتي نفسي أخلص من الديون اللي عليا، ونفسي اتجوز وأعيش في سلام، أنا عندي 40 سنة»، لكن تراكم الديون اصابها بالعديد من الأمراض، منها السكر والضغط، وزادت معناتها بعد رحيل ولدتها، وكانت تضطر للإقامة مع شقيقتها في بعض الأيام.
عاشت «مني» فصول متنوعة من المعاناة، كان أشدها اصابتها بفيروس كورونا، تدهورت صحتها سريعا، وفارقت الحياة خلال أسبوع، ولا أحد يعرف أن كانت قد تمكنت من سداد ديونها أم لا، لكن المؤكد أن معاناتها لم تنتهى برحيلها، فهناك من ظل يلاحقا حتى في قبرها، هناك من نبش في التراب، بحثا عن جثتها، ثم اشعل فيها النيران.
زملاء الضحية يجمعون التبرعات لسداد ديونها
سألنا صديقة الضحية عن اصحاب الديون، لكنها أكدت عدم معرفتها بهم، هي فقط تعرف أن المبالغ كبيرة حسب كلام الضحية قبل وفاتها، وكانت تتمني سدادها، لذا قرر عدد من زملائها ومحبيها في مستشفى حلوان العام جمع تبرعات لسداد دينها، علها تجد في أخرتها الراحة التي افتقدتها في دنياها.