«داهف».. دولة الإسلام تعلن عن نفسها فى فيصل والهرم
يبدو أن «داعش» الدولة الإسلامية فى العراق والشام لم تعد مجرد خطر خارجى يهدد أمن مصر، أو تنظيم يشار إليه بأنه يضم بين جوانبه أخطر المتشددين الإسلاميين بل صار هدفاً يسعى الشباب المصرى إلى الاحتذاء به، حيث قامت مجموعة من الشباب فى الهرم بإنشاء مجموعة أطلقوا عليها «داهف» أى «دولة الإسلام فى الهرم وفيصل» وصمموا لأنفسهم صفحة على موقع «فيس بوك» بنفس الاسم.
المسئول عن الصفحة، رفض ذكر اسمه، أكد لـ«الوطن» أنهم يسعون إلى إقامة دولة الإسلام على نفس نهج «داعش» ولكنه نفى فى الوقت نفسه أن يكون لهم أى علاقة بـ«داعش» من بعيد أو قريب: «مالناش علاقة بداعش أما اسم دولة الإسلام فبيرعب الداخلية عشان كده اخترناه».
إقامة دولة الإسلام فى منطفة الهرم وفيصل، حسب المسئول عن «داهف»، يعتمد على نهجين، الأول هو منهج إصلاحى عن طريق نصح الناس فى المسيرات التى يقومون بها كوسيلة لنشر أفكارهم فى منطقة الهرم وفيصل، أما النهج الثانى فهو «الجهاد» قائلاً: «بنجاهد عن طريق الدفاع عن مسيراتنا ضد البلطجية والداخلية».
عدم وجود أى علاقة بين «داهف» وأى تنظيمات مسلحة مثل «كتائب حلوان» على سبيل المثال، هو ما أكده المسئول عن «داهف» قائلاً: «إحنا هدفنا شن حرب نفسية على الداخلية ومش بنسعى للشو الإعلامى رغم إنه اتعرض علينا حاجات كتير من شبكات إخبارية».
«مصر ليست العراق أو الشام، وداهف ما هى إلا قلة من الشباب الغاضب الذين يريدون أن يقولوا للمجتمع نحن هنا» كلمات دكتور عمار على حسن، الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية، الذى أكد أن ظهور مجموعة مثل «داهف» ليس جديداً فى حد ذاته، فمعظم الأفكار التكفيرية المتشددة مصدرها الأساسى مصر: «ربما تكون الوهابية وأفكارها هى المنظومة الوحيدة المتشددة التى ظهرت من خارج مصر، أما من قام بهندسة أفكار وتنظيمات القاعدة فى أفغانستان كلهم من مصر، بل إن جزءاً من المسئولين عن داعش كانوا رجالاً مصريين متشددين هاجروا من مصر منذ فترة، كما لا ننسى التنظيمات الإرهابية التى ظهرت فى الثمانينات من القرن الماضى».
ظهور كل تلك الأمثلة، بحسب «عمار»، يدل على أن الخوف الذى ينتاب البعض من تلك التنظيمات ليس له مبرر، لأن هناك درجة عالية من عدم التعاطف معهم والاشمئزاز تجاههم.