لم يتحمل فراقها.. زوج يلحق بزوجته بعد وفاتها بـ 24 ساعة
الحاج «خليفة» يلحق بزوجته «كوثر» بعد وفاتها بـ 24 ساعة بالفيوم
يتصفان بالطيبة وهدوء الطباع ما كان سببا في حب جيرانهما وأهل القرية جميعاً لهما، حيث جمع الزوجان الحب والعشرة والطيبة لفترة دامت أكثر من 40 عاماً، أنجبا خلالهما ثلاثة أطفال، شابين وفتاة، تزوّج شاب وفتاة، وسافر الثالث إلى إيطاليا، وعلى مدار تلك الفترة لم يتشاجرا معاً ولم يسمع أحداً لهما صوتاً طوال فترة زواجهما، حتى الموت لم يتمكن من تفريقهما.
صدمة كبرى أصابت أهالي قرية «تطون» التابعة لمركز إطسا بمحافظة الفيوم، إثر وفاة زوج عقب وفاة زوجته بأقل من 24 ساعة، حزناً على فراقها، حيث لم يتحمل فراقها، ولم يرد أن يفترق عنها حتى في قبرها، حيث تم دفن زوجته في المساء، ثم دفنوا جثمانه بجوارها، حيث عاشا معاً وماتا معاً.
وقال تامر هيكل مؤسس فريق «رواد شباب الخير»، لتكريم متوفي كورونا بالفيوم، أنّ الحاج خليفة السيد مازن موظف على المعاش من قرية تطون، وزوجته كوثر أمين عبد الجواد كانا شديدي الحب لبعضهم البعض، وحينما أصيبت زوجته بفيروس كوفيد 19 المستجد وشهرته فيروس «كورونا» رفض الزوج أن يترك زوجته في فترة العزل بمفردها وأثر على البقاء معها، فإنتقلت إليه العدوى وأُصيب أيضاً بالفيروس.
وأضاف «هيكل» في تصريحات خاصة لـ «الوطن» أنّ الزوجين خضعا للعزل معاً وكانا يتناولان نفس الأدوية، ولكن بدأت حالتهما الصحية في التدهور يوماً بعد يوم، حتى توفيت الحاجة «كوثر» وجرى دفن جثمانها في مقابر أسرتهم بقرية تطون، وقاموا بتشييع جثمانها.
وأوضح أنّ الزوج أصرّ على تشييع جنازة زوجته رغم مرضه، وقام بإيداع جثمانها في مقبرتها وكان يبكي بشدة على فراقها، لافتاً إلى عودته لمنزله عقب دفنها، وكان شديد الحزن وفي حالة صعبة، وفي اليوم التالي قبل مرور 24 ساعة على وفاة زوجته فاضت روحه إلى بارئها ولحق بزوجته.
وأشار إلى أنّ أبنائه قالوا أنّه كان شديد الحب لوالدتهم وأوصاهم بدفنه إلى جوارها، وبالفعل، جرى تكريمه وتشييع جنازته ودفن جثمانه بأحضان زوجته، ليعيشا معاً ويدفنان معاً.