انقطاع الكهرباء: الغضب الشعبى يحتاج إلى «تخفيف أحمال» والإخوان يستغلون الأزمة.. ودعوات لمقاضاة «محلب»
12:30 م | الأربعاء 20 أغسطس 2014
سادت حالة من الغضب الشديد بين المواطنين إثر تفاقم أزمة انقطاع التيار الكهربائى التى وصلت إلى 16 ساعة فى بعض المحافظات أمس، واستغل أنصار جماعة الإخوان الإرهابية الأزمة ونظموا مسيرات مندّدة بحكم «السيسى» وحكومة «محلب»، فيما دعا النشطاء، الأهالى إلى تحرير محاضر فى أقسام الشرطة ضد رئيس الحكومة ووزير الكهرباء.
فى كفر الشيخ، تعرضت قرى ومراكز المحافظة لانقطاع متكرر للتيار الكهربائى، الذى وصل فى معظم المناطق إلى أكثر من 8 ساعات، على فترات متقطعة، مما أدى إلى تلف الأجهزة الكهربائية المنزلية، وأدى انقطاع التيار إلى توقف التعاملات بمكاتب البريد والبنوك والمصالح الحكومية، وحضّانات الأطفال بمستشفى بلطيم المركزى، وتم نقل الأطفال من الحضّانات إلى حضّانة أهلية أخرى خارج المستشفى، وتوقفت أجهزة الغسيل الكلوى عن العمل بمستشفى بلطيم، مما أحدث حالة من الهلع والذعر لدى المرضى وذويهم، كما اشتكى العديد من أصحاب الورش الصغيرة، من تعرُّض الماكينات للتلف.[FirstQuote]
وفى بنى سويف، انقطع التيار لأكثر من 8 ساعات على فترات متقطعة طوال اليوم، وسط حالة من السخط والغضب الشديد بين الأهالى، وقال هانى محمود، مدرس، ومقيم بقرية تزمنت التابعة لمركز بنى سويف: «وصلت فترات انقطاع التيار الكهربائى إلى 8 مرات يومياً بمعدل ساعتين فى المرة، ليصل إجمالى الانقطاع إلى 16 ساعة يومياً خلال اليومين الأخيرين، على الرغم من ارتفاع درجات الحرارة، وعدم تشغيل المراوح والمكيفات وتلف الأطعمة داخل المبردات.
وأضاف سيد جمال، موظف ومقيم بقرية بهبشين التابعة لمركز ناصر شمال بنى سويف: «مسئولو الكهرباء يعتبرون أهالى القرى مواطنين درجة ثانية أو ثالثة، ويمكن مش معتبرينهم بنى آدمين أصلاً، أغلب اليوم الكهرباء مقطوعة وننزل مدينة بنى سويف أو مدينة ناصر والكهرباء شغالة ومش بتقطع، فى الوقت الذى نجد فيه أغلب المصالح الحكومية مضاءة ليلاً ونهاراً».
وفى المنيا، كشف مصدر خاص بالديوان العام للمحافظة، أن أزمة الكهرباء ضربت المبنى وانقطعت عنه لمرات متكررة، مما أثار حالة من الاستياء بين الموظفين، خصوصاً بعد توقف أجهزة الحاسب الآلى المنتشرة بمعظم الإدارات، كما أن التيار انقطع عن مكتب المحافظ اللواء صلاح زيادة، قرابة 3 مرات خلال فترة النهار.
وقال أهالى قرى «أبوسيدهم والروبى وشوشة وكوم الراهب» التابعة لمركز سمالوط شمال المنيا: لا تسألونا عن فترة انقطاع الكهرباء، ولكن اسألونا عن فترة وجودها، فالتيار ينقطع 9 مرات فى اليوم، والمرة الواحدة لا تقل عن ساعتين.
وقال محمد صبرة، بقرية الروبى، إن الكهرباء أصبحت عملة نادرة وتفسد علينا جميع مظاهر الحياة، فلا نستطيع البقاء فى المنزل بسبب الحر الشديد، ونضطر إلى النوم فى الشوارع ونتناول وجبة العشاء على أضواء الكشافات.
وفى البحيرة، سادت حالة من الغضب بين الأهالى، بسبب تفاقم الأزمة بمدن ومراكز البحيرة، مؤكدين أن الكهرباء لا تصل إلا ساعات قليلة خلال اليوم، مما يؤدى إلى خسائر فادحة للمحلات التجارية، فيما تسبب قطع التيار الكهربى فى توقف محطات رفع المياه، مما أدى إلى انقطاع المياه عن المنازل بقرى المحافظة. وأشار المواطنون إلى أن انقطاع الكهرباء أثر على المخابز والعيادات الطبية الخاصة والمطاعم، لافتين إلى أن الكهرباء يتم قطعها أكثر من 12 ساعة يومياً فى سابقة لم تشهدها المحافظة من قبل.
وقال مصطفى عبدالعال صديق، صاحب معصرة، إن أزمة الكهرباء تسبّبت فى «وقف حال» جميع المحلات، مما دفعنا إلى شراء مولدات كهرباء بأسعار باهظة، وتسبّبت تلك المولدات فى تلف الماكينات الموجودة بالمحل بسبب عدم قدرتها وقلة كفاءتها على إنتاج الكهرباء، مشيراً إلى أن تجار المولدات يستغلون الأزمة ويتاجرون بالسلع الرديئة التى يصعب على المواطنين معرفتها، بسبب عدم خبرتهم.
وقال الدكتور أحمد عبدالحى، صاحب معمل تحاليل، إن الكهرباء أثرت على جميع معامل التحاليل التى تحتاج إلى كهرباء بقدرة معينة، فيما أغلقت العديد من العيادات الخاصة أبوابها، خصوصاً عيادات الأسنان التى تحتاج إلى الكهرباء فى جميع معداتها، مما أثر على المرضى أكثر من الأطباء، الأمر الذى دفع الأهالى إلى التكدُّس داخل المستشفيات العامة، انتظاراً لدورهم فى الكشف، مشيراً إلى أن الدولة فشلت فى التصدى لأزمة الكهرباء، قائلاً لا يهم المواطن سبب قطع التيار الكهربى، سواء كان نتيجة الممارسات الإرهابية التى يشنها عناصر الإخوان، أو التقاعس من المسئولين حيال تلك الأزمة، المهم لدى المواطن هو إزالة سبب انقطاع الكهرباء بأى وسيلة.
وفى الغربية وصل انقطاع الكهرباء إلى نحو 8 مرات بمعدل ساعتين فى المرة الواحدة، مما أسفر عن وجود حالة من الغضب والاستياء الشديد لدى الأهالى، وقرر غالبيتهم عدم دفع الفواتير، والتقدم ببلاغات ضد الحكومة، تعبيراً عن احتجاجهم على استمرار الأزمة.[SecondQuote]
وقال مصطفى حجازى من أهالى مركز كفر الزيات، إن انقطاع الكهرباء أصبح مرتبطاً بقطع المياه، مما جعل الحياة لا تطاق فى ظل حرارة الجو المرتفعة، وإن حياتهم تحوّلت إلى جحيم بالنهار وظلام بالليل، وانقطاع المياه جعل الأهالى تلجأ إلى مياه الترع للحصول على احتياجاتهم، واستغل ما يُسمى بالتحالف الوطنى لدعم الشرعية الأزمة ونظم مسيرتين فى الساعات الأولى من صباح أمس بشارعى الحلو وحسان بن ثابت فى مدينة طنطا، تنديداً بالجيش والشرطة وقطع الكهرباء.
وفى الفيوم تفاقمت الأزمة فى العديد من الأحياء السكنية والقرى، وانتشرت دعوات بين العديد من النشطاء السياسيين وممثلى الأحزاب السياسية، لحث المواطنين على تحرير محاضر بأقسام الشرطة ضد وزير الكهرباء ومسئولى الشركة.
وواصل التيار الكهربائى انقطاعه للمرة السابعة خلال 24 ساعة فقط، وتداول الكثير من المواطنين الانتقادات اللاذعة لوزير الكهرباء ورئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، كما شهدت مبارزات سياسية بين مؤيدى الرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسى ومعارضيه بسبب الأزمة، إلا أن دائرة المعارضة اتسعت ضده بسبب استمرار الأزمة وتفاقمها.
وانتشرت عبارات تقارن حالة الكهرباء فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى، والرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسى، وأشار بعض نشطاء «الفيس بوك» إلى أن عهد «مبارك» كان الأفضل فى خدمة الكهرباء.
ودعا أحمد درويش، أمين حزب الوفاق القومى، بمحافظة الفيوم، المواطنين المتضررين من أزمة انقطاع التيار الكهربائى، ومن تعرّضت أجهزتهم الكهربائية للتلف، للتوجه إلى مراكز الشرطة، وتحرير محاضر رسمية ضد وزير الكهرباء، وتحميله مسئولية تلف تلك الأجهزة.
وأعرب بعض العاملين فى فروع البنوك، عن خشيتهم من عدم تحمل المولدات الكهربائية الساعات الطويلة لانقطاع التيار، فيما أثرت الأزمة على بعض ماكينات الصراف الآلى للنقود لبعض البنوك.