أحمد عبدالعزيز: أسست فرقة «ثلاثي أشبال المسرح» وأنا عندي 9 سنين
أحمد عبدالعزيز خلال ندوة «الوطن»
صاحب تاريخ فنى مشرف، ترك بصمة واضحة داخل الشعوب العربية بأدائه الرصين وأعماله الهادفة، استطاع أن يتلون بين الأدوار بحرفية بالغة، إنه الفنان أحمد عبدالعزيز الذى يعتبره الجمهور أيقونة الدراما المصرية وصاحب مدرسة التنوع والإبهار.
اعتاد «عبدالعزيز» اختيار أدواره بعناية شديدة وإعطاء الجمهور حقه، وقد حل الفنان القدير ضيفاً على جريدة «الوطن» فى ندوة فنية تحدث فيها عن كواليس صناعة مسلسل «المال والبنون» و«سوق العصر»، وعدد من الأعمال الدرامية الأخرى، كما أوضح حقيقة مشاركته فى السباق الرمضانى المقبل، وأوضح حقيقة تفكيره فى اعتزال الوسط الفنى، وإمكانية مشاركته فى برامج المقالب.
ما زال الجمهور يعتبرك أيقونة الدراما المصرية، ما السبب وراء ذلك من وجهة نظرك؟
- قدمت أعمالاً عديدة كان لها تأثير كبير على الجمهور، وقد لمست هذه الحالة على مدار سنوات طويلة، ووصلت إلى أجيال مختلفة، منها فئة الأطفال فى الوقت الحالى، وهو ما أرجعه إلى أن هذه الأعمال كانت على مستوى جيد من الكتابة والإخراج، فضلاً عن براعة أداء الأبطال فى تجسيد أدوارهم، ومن هذه الأعمال «ذئاب الجبل، المال والبنون، وسوق العصر».
مخرج «سوق العصر» قال لي: «عاوزين نجيب جون»
يعتبر مسلسل «سوق العصر» من الأعمال المميزة خلال مشوارك الفنى.. كيف جاءت كواليس العمل مع مخرجه الراحل هانى إسماعيل؟
مسلسل «سوق العصر» مليء بالقيم الصالحة لكل زمان ومكان
- مسلسل «سوق العصر» من أمتع الأعمال التى عملت بها مع المخرج هانى إسماعيل، الذى رحل عن عالمنا منذ أيام، والمسلسل من تأليف محمد جلال عبدالقوى، ومن حسن حظى أننى قدمت معه أكثر من عمل فى بداية مشوارى الفنى، أولها مسلسل «موسى بن نصير»، وجسدت خلالها مرحلة الشباب بموسى بن نصير، ثم أكمل الشخصية عبدالله غيث، وبعدها قدمت من أعماله «المال والبنون»، ثم «سوق العصر»، وعندما تحدث معى المخرج هانى إسماعيل بشأن «سوق العصر»، قال لى حرفياً «عايزين نجيب جون»، وعندما قرأت السيناريو وجدت عملاً درامياً كبيراً، وشخصيات منحوتة بشكل متميز، إذ انطلقت الأحداث بحادث حريق القاهرة فى يناير 1952، وكأن هذا الحريق اندلع داخل قلب شخصية «منصور المغازى» الذى يسكن داخل سوق العصر، الذى يُعد حياً من أحياء القاهرة، شهيراً بتجارة الأخشاب والحديد.
بساطة اللغة العربية أحد أسباب نجاح «محمد رسول الله»
هل تعتبر نجاح مسلسل «سوق العصر» بسبب تأريخه لثورة 1952؟
- مقاطعاً: رغم أن العمل يبدأ فى هذه الفترة ويؤرخ لثورة 1952، فإنه يحتوى على قيم كثيرة عامة تصلح أن تحدث فى أى مكان وزمان بمصر، فلقد استمتعت بقراءة السيناريو، ثم بدأنا رحلة كبيرة من التصوير مع مجموعة كبيرة من الفنانين منهم غادة عبدالرازق، ونورهان، وكمال أبورية، أحمد سعيد عبدالغنى، هادى الجيار.
هل كان المخرج هانى إسماعيل يتسم بالحدة فى تعاملاته أثناء التصوير؟
- بالعكس، فلقد كان هانى إسماعيل قائداً حقيقياً ومبدعاً، وكواليس العمل جاءت هادئة، وكان يفرض شخصيته على العمل، فكل شىء كان يُناقش بحكمة، وكان يريد أن يريح الفنان الذى يعمل معه، وكنت دائماً أقول له أريد إعادة المشهد، وهو يرفض ويؤكد أنه جيد، فالمسلسل توافرت له ظروف مثالية لذلك كنت لا أريد أن أفقد سوى 1%.
هل كنت على تواصل معه فى الأيام الأخيرة من حياته؟
- بالفعل، كنت أتواصل معه فى أواخر أيامه، فقد كان له مشروع فنى ثقافى، ويقدم من خلاله إحدى الشركات قبل وفاته بأسبوع، وتحدثنا وقتها عن كورونا موضوع الساعة، وكان هناك عمل سوف يقوم بتصويره، ولكنه اعتذر لأن العمل لم يكن مكتوباً بشكل جيد، وللعلم فقد اعتذرت عن العمل لنفس السبب بعد اعتذاره، ولكنى وافقت فى البداية لأنه مخرج مميز ودقيق ولكن عندما اعتذر اعتذرت، فهو كان على المستوى الفنى والإنسانى إنساناً رائعاً وملتزماً وجاداً.
هل كان الطريق ممُهداً أمامك، أم واجهت صعوبات عدّة؟
- بالتأكيد واجهت صعوبات عديدة، ولكن كان من حظى الجيد أننى تعاملت مع كبار مخرجى المسرح، منهم نور الدمرداش، وسعد أردش، وصادف أننى عملت مع هؤلاء فى المرحلة الجامعية، وأخرجت عدداً كبيراً من عيون الأدب المسرحى، أذكر منها «المخططين» ليوسف إدريس، وسور الصين العظيم لماكس فريش، ليلة مصرع لجيفار، عريس لبنت السلطان لمحفوظ عبدالرحمن، فهذه مرحلة طويلة من الهواة حوالى 20 عاماً، كانت مهمة بالنسبة لى حصلت منها على خبرة، وكنت أعمل من أجل حب التمثيل فقط، وليس الشهرة أو المال.
خلال مرحلة الهواة، هل قابلت اعتراضاً من الأسرة آنذاك؟
- كنت أقطع عليهم أى اعتراض، لأننى كنت أواظب على الدراسة، ومنتظماً فيها، وكنت أؤكد باستمرار أن التمثيل هواية بالنسبة لى، فأنا لم أدخل معهد التمثيل بعد الثانوية العامة، ولكنى دخلت الجامعة، ومن بعد تخرجى اتجهت إلى مشوارى الفنى، فالموهبة لم تغن عن الدراسة، ولكنها تصقل الأمر.
ما تفسيرك لحالة الشغف لدى الجمهور واعتبارك فتى الشاشة؟
- لا يوجد لدىّ تفسير، ولكن هذا من حسن حظى وفضل من الله، فأنا شخص أحب عملى وأجتهد فيه ولا أريد أن أقدم سوى العمل المفيد والمهم للجمهور، حتى وإن لم أقدم أى أعمال خلال فترة، لا يهمنى الوجود الدائم، أكثر من قيمة العمل نفسه.
الفنان القدير في ندوة «الوطن »: الاحتياج المادي جرفني لأفلام المقاولات.. والدراما أعادتني
هل قدمت عملاً فى سبيل احتياج مادى؟
- الأمر لا يخلو من ذلك، وإذا اضطررت لأن أقدم عملاً بهذا الشكل يكون عملاً واحداً فقط، من أجل سد الحاجة، ففى بداية مشوارى الفنى قدمت عدداً من الأعمال المهمة منها «الوداع يا بونابرت، الطوق والأسورة، عودة مواطن، المشاغبون فى إجازة نص السنة» وتوالت بعدها الأعمال، ولكن واجهت وقتها عروضاً لأفلام المقاولات، وشاركت بأحدها، ولكن لم أستمر، واتجهت وقتها إلى الدراما التليفزيونية، لأنها كانت تنهض وتنتعش.
ما سر النجاح الكبير لمسلسل «لا إله إلا الله»، رغم عدم تحمس الجمهور حينها للأعمال التاريخية؟
- رغم أنه مسلسل تاريخى، ولم يكن لدى الجمهور شغف كبير لاستقبال الأعمال التى تكتب باللغة العربية، فإنه أخذ نصيباً كبيراً من النجاح والمشاهدة مع الجمهور، لذلك حرصنا على أن يكون العمل باللغة العربية البسيطة السهلة، ولا يشتمل على مفردات غير مفهومة وصعبة.
حصل مسلسل «الوسية» على إشادات من الجمهور وقتها، ما السبب من وجهة نظرك؟
- مسلسل الوسية أخذ نصيباً كبيراً من النجاح، لأن مقوماته الأساسية أدت إلى نجاح كبير سواء فى الموسيقى أو الشعر، وكان من إخراج إسماعيل عبدالحافظ، وغناء محمد الحلو، فهذا المسلسل شجعنى على أن أهرب من أفلام المقاولات، وأركز فى التليفزيون بشكل أكبر، رغم أنه لم يكن على نفس المستوى المادى، ولكن الأعمال كانت أقوى ولمست منذ قراءة السيناريو أنه سوف يعيش لأجيال كثيرة، مثل مسلسلى «ذئاب الجبل، والمال والبنون»، فعلى الرغم من أنه مر على عرضهما 28 عاماً، لكن الجمهور ما زال يشاهدهما.
وماذا عن نجاح مسلسل «المال والبنون» الذى يُعد من الأعمال الدرامية الاستثنائية التى قدمتها فى مشوارك؟
- هو من الأعمال القريبة لقلبى، فهو تأليف محمد جلال عبدالقوى، ومن إخراج مجدى أبوعميرة، واشترك فيه عدد ضخم من الفنانين، منهم حنان ترك فكانت وجهاً جديداً، عبلة كامل، زيزى البدراوى، رجاء حسين، ومن الرجال الفنان الراحل عبدالله غيث، يوسف شعبان، أحمد راتب، وحيد سيف، ومن الأجيال الجديدة شريف منير، وهو من أشعار سيد حجاب، وألحان الموسيقار ياسر عبدالرحمن، والسيناريو من الناحية الأدبية هو عمل محكم يتحدث عن فترة مهمة فى تاريخ مصر، وهى فترة 67 وما قبلها وما بعدها.
مشهد تعذيب «يوسف الضو» ما زال حديث السوشيال ميديا حتى الوقت الحالى، ما السبب وراء ذلك؟
- الأمر يعتبر مسألة قدرية، مشهد تعذيب يوسف الضو فى الأسر لدى الجيش الإسرائيلى فى أعقاب 5 يونيو 67 مباشرة، فقد كان يعذب كى يدلى ببعض المعلومات، وكان يريد أن يثبت على موقفه كرافض ومقاوم لهذا العدو، إضافة إلى التربية والإرث الذى أخذه من والده، ومن خلال هذا رددت قول «عباس الضو بيقول لا»، فهذا يعتبر سرداً لتاريخ مصر، فعندما قرأت المشهد لم يكن لدىّ أى خلفية عن كيفية تجسيد المشهد، لأننى لا يوجد لدىّ مرجعية عن كيفية التعامل مع أسرى 67، رغم أننى عشت تلك المرحلة كطفل واعٍ.
أسير حقيقي ألهمني تفاصيل مشهد تعذيب «عباس الضو».. وفوجئت ببكاء العاملين خلف الكاميرات بعد انتهاء تصويره
لكن المشهد حقق نجاحاً كبيراً، ألم تستعن بشخصيات حقيقية قبل تصويره؟
- استعنت بالفعل بشخصيات حقيقية قبل التصوير، فكان تصوير المسلسل فى رمضان، وكنت معزوماً فى إحدى الخيام الرمضانية، وذهبت إلى العزومة وفوجئت خلال الحديث مع الحاضرين أن أحدهم كان أسيراً فى حرب 67، وشعرت وقتها أنه جاء لكى يلهمنى الدور الذى كنت سوف أصوره صباح اليوم التالى، وبالفعل خزنت كل حديثه داخل رأسى، وحكيت للمخرج مجدى أبوعميرة ما حدث بالأمس، فوجدته يقول لى إننى لا أعرف كيف أقطع ذلك المشهد رغم تقديمه حينها لحوالى 80 مسلسلاً، وبالفعل بدأنا تصوير المشهد وأنا داخل رأسى ما حُكى لى بالأمس، وبالفعل صورت المشهد كله مرة واحدة، فتحدث لى مجدى أبوعميرة من الكنترول وقال لى «تعالى»، وبالفعل ذهبت له وفوجئت بأن جميع الحاضرين فى الكنترول دخلوا فى مرحلة بكاء شديدة، وشاهدت المشهد وتأثرت كثيراً، وأخبرنى بأنه قام بتقطيع المشهد على الهواء.
لماذا كنت حريصاً على الذهاب إلى محلات الذهب، رغم عدم وجود مشاهد لك هناك؟
- كان لدىّ أصدقاء فى خان الخليلى، كان والد شخصية يوسف عباس الضو يعمل فى مجال الذهب، فكنت باستمرار أتردد على المحلات من أجل اكتساب أى خبرة فى الأمر، رغم أننى لم يكن لى مشاهد فى محلات الذهب، ولكننى فى أواخر أيام التصوير انشغلت ولم أعد أذهب إليهم، وبعد الانتهاء من التصوير، ذهبت إليهم، وعندما دخلت وجدت شخصاً يبكى بشكل مستمر وطلب مقابلتى ليخبرنى بتشابه شخصيته الحقيقية وشخصية يوسف الضو وتعذيبه فى الحرب، فما حدث على الشاشة هو ما حدث معه فى الحقيقة، فأنا اكتسبت أشياء كثيرة من هذه التجربة.
التهابات «الصبغة السوداء» اضطرتني للاعتذار عن الجزء الثاني من «السيرة الهلالية»
ما سبب اعتذارك عن الجزء الثانى من مسلسل «السيرة الهلالية»؟
- يعتبر مسلسل «السيرة الهلالية» عملاً تاريخياً كبيراً، وقدمت مع المخرج مجدى أبوعميرة شخصية «أبوزيد الهلالى»، وهو أسود اللون، مما كان يستدعى أننى أضع صبغة سوداء على جسمى، وكى أقدم تلك الشخصية قمت بـ3 بروفات، واكتشفت من خلالها أن المكياج يستغرق حوالى ساعة ونصف الساعة من أجل التحضير وكذلك ساعة ونصف أخرى من أجل إزالته، كما يتطلب الأمر أن أجلس ثابتاً دون التحرك نهائياً حتى لا يتم مسح أى شىء من المكياج، كما أننى لا أستطيع أن أشرب أى شىء حتى أحتفظ بالمكياج، وأنا شخص بطبعى دقيق حتى إننى اقترحت على المخرج أن نضيف مشهداً وهو يستحم حتى نشاهده بالكامل وهو باللون الأسود حتى نؤكد مصداقية اللون من الحلقة الأولى ويسير الجمهور مع الأحداث.
هل تضررت حينها من زيادة عدد ساعات التصوير؟
- بالطبع، فقد اضطررت للجلوس حوالى 18 ساعة فى الكواليس دون حركة، فهذا كان أمراً صعباً للغاية، وكانت النتيجة أننى أُصبت بالتهاب فى الأذن الوسطى وآثار بالجلد صعبة، لذلك اعتذرت عن الجزء الثانى.
تعلمت السباحة من أجل عيون «البحار مندي»
ماذا عن مسلسل «البحار مندى»؟
- المسلسل يدور حول شخصية حقيقية، وهو البحار المصرى مُندى، والعمل من إخراج هانى لاشين، ولقد بذلت فيه مجهوداً كبيراً، خاصة أن معظم الأحداث تم تصويرها فى الماء، وقد تعلمت السباحة من أجله، وجلست حوالى 3 شهور من أجل التصوير فى الغردقة، وشارك فى العمل عدد من النجوم، منهم نرمين الفقى، ندى بسيونى، خيرية أحمد، عمرو عبدالجليل، العمل كان جيداً ونجح فى شهر رمضان.
هل اعتذرت عن مسلسل «مع سبق الإصرار» مع المخرج محمد سامى بسبب ظهورك كضيف شرف؟
- بالفعل عُرض علىّ الدور، وكنت أجسد دور شخص مدمن، ولكننى وجدت الدور ضيف شرف، لذلك اعتذرت له، فأنا أوافق على الدور الشرفى ولكن إذا كان الدور محورياً ومهماً مثلما فعلت فى مسلسل «فى الالالاند» مع الفنانة دنيا سمير غانم.
أيام قليلة تفصلنا عن شهر رمضان، هل تتابع برنامج رامز جلال وتقبل أن تكون ضيفاً معه؟
- أشاهد رامز كل عام، ولكن لا أقبل أن أكون ضيفاً حتى وإن كان هناك مقابل مادى كبير، فلقد تمت دعوتى من قبل أحد المشاهير على السفر لترويج السياحة، وبالفعل سافرت لتشجيع سياحة البلد، وقبل حدوث المقلب اكتشفت أن الأمر خاص ببرنامج رامز جلال، فاعتذرت على الفور وأكدت لهم أننى لا أستطيع أن أقدم تلك النوعية من البرامج «مش شبهى ومش هتكون شبهى»، فلقد اعتدت على تقديم نوعية معينة من الأعمال الهادفة، رامز جلال دمه خفيف والأطفال كلها تحبه.
فيروس «كورونا» أجّل مسرحيتي مع المخرج سامح بسيوني
ما مشاريعك خلال الفترة المقبلة؟
- أحضر لأكثر من شىء خلال الفترة المقبلة، ولكن معظمها تأجل تصويره بعد شهر رمضان بسبب فيروس كورونا، منها مسرحية مع المخرج سامح بسيونى عن رواية لتوفيق الحكيم، وتأجلت البروفات للحد من التجمعات بسبب كورونا.
حب الجمهور أهم شىء بالنسبة لي
هل تهتم بتكريم الدولة أم حب الجمهور؟
- الأساس هو حب الجمهور بأى شكل من الأشكال، وتكريم الدولة يعتبر جزءاً من حب الجمهور.
فكرت في الاعتزال إيماناً بأهمية التقاعد
هل فكرت فى الاعتزال؟
- مرت علىّ وفكرت فى الاعتزال، هذا الصراع والمناقشة الداخلية مرت علىّ منذ فترة، ولا أعلم هل سيأتى يوم وأعتزل الفن أم لا، لأن من المهم على الإنسان أن يتقاعد فى المرحلة الأخيرة من عمره، خصوصاً أن هذه المهنة شاقة ولها آثار عصبية وقدر كبير من التوتر العصبى، ولكن لدىّ قناعة أننى إذا لم أقدم شيئاً فيه إضافة فلا يهم أن أقدمه حتى لو دور صغير، فالأمر دار فى ذهنى ولكن لم أتخذ قرار الاعتزال.
ما نصيحتك للجيل الجديد؟
- الفن شىء جميل، ونشاط إنسان راقٍ وسامٍ، ومهم لأى مجتمع ولمجتمعنا بالذات، خصوصاً فى هذه المرحلة من البناء والتنمية، ولكن على أى شاب يحب الفن ويمارس الفن أن يعلم جيداً أن هذا سوف يتطلب منه عدة أشياء، منها الثقافة وزيادة معارفه، والاجتهاد والإخلاص فى العمل، لأن العمل الفنى هو عمل فيه قدر كبير من الاجتهاد والإخلاص فى صنعه.
مشواري الفني
بدأت مشوارى الفنى الاحترافى فى فترة العشرينات و منذ الصغر كانت هوايتى التمثيل والمسرح، وقد تخرجت فى كلية التجارة جامعة عين شمس، ثم تخرجت فى أكاديمية الفنون عام 1981، وبعدها عملت بمسرح الطليعة، واتجهت للسينما عام 1985، ولكننى كوّنت فرقة مسرحية منذ كان عمرى 9 سنوات، كنت ما زلت وقتها فى 3 ابتدائى، وكانت مكونة من 3 أشخاص، وأطلقنا عليها اسم «ثلاثى أشبال المسرح»، ومن المواقف الطريفة التى حدثت بيننا أن تحدث معى أحد المؤسسين للفرقة المسرحية وقال لى معى صورة ونحن نقدم مونولوجاً فى إحدى المدارس، وبهذه المناسبة أحب أن أوضح أن المدرسة كان لها دور كبير فى ضخ المعلومات وإرساء وصقل موهبة التمثيل لدى الأطفال، لذا كنت مُهتماً بالتمثيل منذ الصغر، وقدمنا أعمالاً مهمة، منها «أوبريت موكب النصر» عندما كنت أبلغ 11 عاماً، واستمرت موهبة التمثيل معى خلال الدراسة فى مرحلتى الإعدادى والثانوى.