أهل الفتوى.. هل يجوز إفطار المرضى في شهر رمضان خلال جائحة كورونا؟
الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية
في ظل انتشار وباء كورونا، يخشى الكثيرون على أنفسهم من الإصابة بفيروس كورونا، وخاصة أصحاب الأمراض المزمنة، معتقدين أن الصيام قد يؤثر على منعتهم، ويتساءلون: ما حكم الإفطار في شهر رمضان لعموم المرضى، خاصَّة في هذه الظروف التي تفشَّى فيها وباء كورونا المستجد؟، ليجيب عن هذا السؤال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية.
المذاهب الأربعة
ويقول مفتي الجمهورية في فتواه: «الذي عليه المذاهبُ الأربعة المتبوعة وعليه الفتوى والعملُ أنه ليس كلُّ مرضٍ مبيحًا للفطر، وإنما يُرَخَّصُ فيه إذا كان المرض يستوجب الإفطار لتناول العلاج، أو كان للصوم مضاعفات على المريض فيقوى بلاؤه، أو على تطويل أمد المرض فيتأخر شفاؤه، أو لا يتحمل المريض مشقَّته لشدَّة جوع أو عطش أو ألم فيزداد عناؤه، فالرخصة لمن يتعارض مرضه مع الصوم في أخذ الدواء، أو زيادة العناء أو تأخر الشفاء، أو الحاجة للغذاء، وذلك كلُّه بمشورة الطبيب المختص، أو خبرة الإنسان وتجربته التي يعلمها من مرضه».
حالات يجب الإفطار فيها
وأضاف مفتي الديار المصرية: «قد يكون الإفطار في بعض الحالات واجبًا إذا كان الضرر بالغًا وكان احتمالُ حصوله غالبًا، ويجب على من أفطر منهم قضاءُ ما أفطره عند زوال الطارئ الذي منع الصوم. وعلى الإنسان في كل ذلك الاستجابة لأمر الطبيب، والالتزام الدقيق والأمين بالقرارات الصحية العامة للمسؤولين ونصائح الأطباء وتعليمات المختصين، وأخذ توجيهاتهم محمل الجِدِّ واليقين من غير استهتار أو تهوين».
واستشهد بقول الإمام ابن قدامة الحنبلي في «المغني» (3/ 156): «المرض لا ضابط له، فإنَّ الأمراض تختلف؛ منها ما يضرُّ صاحبَه الصومُ، ومنها ما لا أثرَ للصوم فيه كوجع الضرس، وجرح في الإصبع، والدمل، والقرحة اليسيرة، والجرب، وأشباهِ ذلك، فلم يصلح المرض ضابطًا، وأمكن اعتبار الحكمة، وهو ما يخاف منه الضرر فوجب اعتباره، كما قال الإمام ابن مفلح الحنبلي في «الفروع» (4/ 437): [ولا يفطر مريض لا يتضرر بالصوم (أي: اتفقت المذاهب الثلاثة في ذلك مع الحنابلة) وجزم به في «الرعاية» في وجعِ رأسٍ، وحُمَّى، ثم قال: قلتُ إلا أن يتضرر».