المنيا حظرت سيره بشوارع رئيسية.. التوك توك مشروع حياة أم أداة جريمة؟
شباب جامعيون اعتبروه مشروع حياتهم.. وآخرون استخدموه في القتل والسرقة
انتشار التوك توك في شوارع المنيا
التوك التوك، وسيلة نقل منتشرة في أرجاء محافظة المنيا، خاصة أنها تفور الكثير من الوقت والجهد عند البسطاء، غير أن مشاكله لاتحصي ولاتعد، إذ أصبح يستخدم في الكثير من الجرائم الغامضة، وكان آخرها مقتل سيدة وطفلها ببني مزار على يد أحد سائقيه.
الكثير من الأهالي يعتبر «التوك توك» وسيلة غير آمنة وتهدر الكثير من موارد الدولة متمثلة في الحصول على وقود مدعم من المحطات دون ترخيص، وكذا تسببه في ارتفاع حوادث الطرق الزراعية، وظهور المواقف العشوائية، وإحداث فوضى واختناقات بشوارع المدن.
مركز بني مزار، يتصدر مراكز محافظة المنيا التسع، من حيث انتشار مركبات «التوك توك» وجميعها غير مرخصة، ويقول محمد عبدالنعيم، إن «التوك توك»، ظهر بالمركز قبل سنوات، ووفر مئات من فرص العمل للشباب العاطل، فمعظم من يقوده من الحاصلين على مؤهلات عليا ومتوسطة، وبعض الشباب اعتبروه مشروع حياتهم، حيث قاموا باقتراض مبالغ مالية من البنوك أو من معارفهم وأقاربهم لشرائه والعمل عليه، بدلاً التسكع في الشوارع والانحراف أو الجلوس على المقاهي.
وتقول صفاء محمد، إن «التوك توك» أصبح وسيلة مواصلات أساسية يعتمد عليه الجميع في مركز أبوقرقاص، نظراً لسهولة دخوله في الحواري والأزقة والأماكن الضيقة، كما أجرته معقولة، حيث إن التوصيلة لأي منطقة داخل زمام مدينة أبو قرقاص لاتتجاوزالـ5 جنيهات، لكن للأسف هناك بعض المساوئ في هذه المركبة منها التسبب في وقوع العديد من الحوادث بالطريق الزراعي مصر- أسوان، لأن معظم من يقوده من الصبية وأحياناً أطفال مندفعين ومتهورين دون سن العاشرة، كما أن بعضهم تصدر منه سلوكيات سيئة مثل التحرشات اللفظية والمعاكسات للبنات أمام المدارس، وأحياناً يستخدم «التوك توك» في وقائع النشل وخطف حقائب النساء، خاصة وأنه لاتوجد عليه لوحات معدنية وبالتالي في حالة الإبلاغ عن واقعة سرقة يتعذر ضبط المتهمين لصعوبة التعرف والوصول لهم.
وفي مركز المنيا، يقول عاشور عزيز، إن أهالي القرى المتطرفة والنائية، يعتمدون عليه بشكل أساسي، خاصة وأن هناك عزبا ونجوعا وتوابع ليس لها وسائل مواصلات تعمل بشكل مستمر، ومنها عزبة أبو حنس حيث يعتمد الأهالي بشكل مباشر على «التوك توك» لنقل التلاميذ إلى المدارس الكائنة بقرية البرجاية المجاورة، مضيفا «نجد خطراً يداهم الأطفال هو أن مركبات التوك التوك وهي غير مرخصة يقودها صبية وأطفال غير حاصلين على رخص قيادة، بل إنهم يقودون هذه المركبات بجنون وتهور، وكثيراً ما تقع حوادث انقلاب تسفر عن وقوع إصابات متعددة، كما نجد في عزب المجيدي والفاشنية والتل، يعتمد التلاميذ بشكل أساسي عليه للوصول إلى المدارس الكائنة بقرية صفط اللبن زهرة والإسماعيلية، ويقود التوك توك صبية بعضهم يتناولون المواد المخدرة ويعرضون حياة التلاميذ للخطر».
ويرى محمد سيد علاء، من أهالي مركز مطاي، أن مساوئ «التوك توك» أكثر من إيجابياته، مطالبا بتقنين وضعه ومراقبته، فأحياناً يستخدم في ارتكاب جرائم ومنها نقل المواد المخدرة وترويجها بين القرى، واستخدامه في بعض وقائع السرقة وخطف الحقائب، لافتاً أن الطريق الدائري بمركز مطاي شهد وقوع العديد من الحوادث بسبب رعونة قائدي التوك توك.
وكان اللواء أسامة القاضي محافظ المنيا، وجه رؤساء الوحدات المحلية، خلال الكتاب الدوري رقم 36 لسنه 2021، باتخاذ كل الإجراءات اللازمة بشأن تذليل معوقات ترخيص مركبات «التوك توك»، وحظر سيرها على الطرق السريعة والمحاور والشوارع الرئيسية.
وقال المحافظ إن الإجراء يأتي تنفيذاً لتكليفات اللواء محمود شعراوي وزير التنمية المحلية، بتسهيل الإجراءات المطلوبة لترخيص مركبات «التوك توك»، وتحقيق انضباط سيرها.
كما وجه المحافظ بتوعيه مالكي مركبات «التوك توك» بالسير في إجراءات الترخيص، مع الالتزام بالرسوم الواردة بالقانون ولائحته التنفيذية، وتحديد خطوط سيرها بعيدا عن المدن، وتحديد تعريفة ركوب لها مع عدم فرض أي رسوم عليها.
وأكد المحافظ، على التنسيق مع إدارة المرور لاتخاذ الإجراءات اللازمة في هذا الشأن، مع ضرورة المتابعة المستمرة بموقف الإجراءات المتخذة على مدار اليوم من خلال عرض تقارير مفصلة.