يجوب جميع مدن مصر حائرًا لا يعلم أين يذهب، ولكن المهم أنه يمشي في مكان لم يبحث فيه من قبل، حيث قام أب بزيارة 249 مدينة وهم جميع مدن مصر، ليس للتنزه أو معرفة المدن، ولكن بهدف البحث عن ولده الغائب منذ 33 عامًا، فمنذ عام 1987، وقد ترك رمضان أحمد حياته، وكرسها للبحث عن ولده «بدري»، وهو يحمل صورة «أبيض وأسود»، نجح في الحفاظ عليها ليعرضها على جميع من يقابله قائلًا: «ماشوفتش ابني بدري؟».
القصة بدأت عندما صفع الأب ابنه
في عام 1987، حدثت مشكلة في البيت، وقام الأب «رمضان»، بصفع ابنه «بدري» على وجهه، وانتهى الأمر بترك الابن للبيت ولم يظهر منذ وقتها، بحسب حديث فوزية محمد، والدة «بدري»، والتي تحكي بلهجة صعيدية ممزوجة ببعض البكاء والحنين، متشوقة لابنها التي ترغب في رؤيته ولو دقيقة واحدة، وستسمح له بالاختفاء مرة أخرى.
الأب يتنقل من مدينة إلى أخرى
33 عامًا من الحزن عاشتها الأسرة القاطنة في مركز دشنا بمحافظة قنا، لم يعرفوا طعم الفرحة التى لم تدخل بيتهم، فالأب إما نائما، أو في إحدى محافظات مصر يبحث عن ابنه، ثم يرجع مرة أخرى خائبًا رجائه، ويتذكر تلك الصفعة التي صفعها على وجه ابنه، متمنيًا لو شلت يداه قبل أن يفعل ذلك.
الأم «عينيها ابيضت من الدموع»
وعلى جانب آخر، أصبحت الأم في حالة الأم ترثى لها، فالمرض اشتد عليها لدرجة أن عينيها ابيضت من كثرة البكاء ولازمت الفراش، إذ تروي «فوزية»، أنها فقدته وهي في ريعان شبابها لم تكن قد أكملت الأربعين، ومرت بمراحل عمرية كثيرة ولم يغب من ذاكرتها لحظة، مضيفة: «عندي عاطف وحجاج وصلاح، بس بدري كان الكبير وكان حتة من قلبي، فراقه صعب عليا، بتمنى بس أبصله وبعدين يمشي تاني، لسه لحد دلوقتي فاكره ملامحه وشكله».
تعليقات الفيسبوك