«أندرو» يصنع فوانيس رمضان من المخلفات البيئية ويقدمها لجيرانه
تمثال العذراء والمسيح إلى جوار فوانيس وزينة رمضان في منزل الأسرة
فوانيس أندرو
«تمثال العذراء والمسيح يجاوره فوانيس وزينة رمضان» هكذا كان المشهد في منزل عائلة قبطية بالإسكندرية، يحتفلون ببداية شهر رمضان المبارك، مثلهم مثل سائر الشعب المصري، أبدع طفلهم في صناعة الفوانيس والديكور الرمضاني وحرص على صنعها سنوياً ليهديها إلى الأصدقاء والجيران.
أندرو إبراهيم، الشاب بالصف الثاني الثانوي، حرص على مدار 11 عام على صنع الفوانيس والسبح ومجسمات عربات الفول والكنافة والقطايف، قبل إنطلاق شهر رمضان، ليقوم بتوزيعها مع أولى أيام الشهر الكريم، على أصدقائه في المدرسة والمحلات المجاورة لمنزله والمارة المترجلين بعد صلاة التراويح.
الشاب الذي تجلت على ملامحه محبة حقيقية للجميع، لم يكن ما وصل إليه بمحض الصدفة بل إنه نتاج جهد والديه منذ أن كانت طفلا صغيرا، لتنمو البذرة وتصبح شجرة تفيض أغصانها محبة لغيره.
«كنت بشوف بابا بيعمل شنط رمضان ويوزعها على الناس اللي محتاجة، وكنت بشوف ماما بتصنع الفوانيس وتهديها لأصحابها، فقولت ليه معملش حاجة حلوة كدا زيهم» هكذا كشف أندرو عن أسباب قيامه بهذا العمل.
وأضاف أندرو لـ«الوطن»، أنه تعلم تصنيع الفوانيس وديكور رمضان من المخلفات البيئية ضمن أساليب إعادة تدوير المنتجات، حيث يقوم باستخدام الاكواب البلاستيكية ويضع الغطاء الكبير كقاعدة للكوب ويقوم بتزيينه بمسدس الشمع والحلة والأوراق الملونة، فيتحول في خلال ربع ساعة إلى فانوس مزين.
وأوضح أنه يقوم بصنع ديكور رمضاني أكبر، يتمثل في عربات الفول والكنافة والقطايف، ويستخدم في صناعتها الصناديق الخشبية الخاصة ب«الرنجة»، وبعض الكرتون ومسدس الشمع والحلة والأوراق الملونة، إلا أن المجسم الواحد يحتاج من أسبوع إلى 10 أيام لإنهاءه.
ويقوم الشاب الصغير، بالسير في الشارع في أول أيام شهر رمضان، يقدم الفوانيس للمارة المترجلين بعد صلاة التراويح، بينما يقدم المجسمات لأصحاب المحلات وبعض السبح للجيران.
من جهتها، أكدت رانيا نسيم، أن أبنها اعتاد على فعل ذلك منذ أن كان ابن 7 أعوام، والعام الماضي يعد العام الوحيد الذي غاب عن صنع «عمل المحبة»، بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد 19، ما ترتب عليه صعود أصحاب المحلات إلى منزلهم للاطمئنان على أندرو والاستفسار عن سبب عدم تقديمه تلك الهدايا مثل كل عام.
واوضحت أن صغيرها لم يقصر الأمر على تقديم الهدايا، بل إنه في أحد المرات كان يحرص على اصطحاب كفيفان بجوار محل والده في منطقة العصافرة، ليصل بهما إلى المسجد أثناء صلاة التراويح وينتظرهما للعودة بهما إلى منزلهما من جديد، مؤكدة أنها فخورة بابنها وما يقدمه من عمل محبة ورحمة مع الجميع، مشيرة إلى أن محبة الناس لهم هو مكسبهم الحقيقي.