للمتعاملين الجدد بالبورصة.. نصائح لمعرفة أفضل وقت لشراء الأسهم
البورصة المصرية
أصبحت أسواق المال بؤرة اهتمام الكثير من الناس، ولا سيما بعد فقدان البعض وظائفهم، ومعانة البعض الأخر في الحصول على الرواتب كاملة.
وفي العام 2021 وبعد عام من التقلبات وهو العام الماضي الذي سمي بعام كورونا، وجدت بعض أسواق المال بالشرق الأوسط مسارها الصاعد وجذبت مستثمرين جدد والتي أغلبها هي الفئة التي كانت تأخذ البورصة كدخل إضافي لها بجانب وظائفهم الأساسية التي تضررت من الجائحة.
وفي ظل التقلبات الحالية التي تشهدها أسواق المنطقة فالبعض منها خاسر مقارنة بإغلاقات العام الماضي، والبعض الأخر رابح والتي يتصدرها بامتياز السوق السعودي الذي تجاوز مستويات تاريخية واقعة عند مستوى 10 آلاف نقطة وأوضح عدد من الخبراء آرائهم، نحو 15 علامة تعطيك الضوء الأخضر أن الوقت الحالي هو الأنسب للاستثمار بالأسهم ولاسيما المدرجة بأسواق المال بالمنطقة خصوصا.
وقالت حنان رمسيس، الخبيرة الاقتصادية لدى شركة الحرية لتداول الأوراق المالية، إن هدوء الأوضاع الجيوسياسية للأسواق وخاصة الناشئة تتصدر تلك العلامات.
وأوضحت أن الاستقرار ووجود أمان بالمنطقة يعطي فرصة للأسواق في الصعود تحقيق مكاسب قوية ومن ثم يعطي فرصة أيضا للمستثمرين، ولا سيما الجدد في التفكير لاستثمار أموالها الفائضة عن حاجتهم الأساسية ولاسيما في مرحلة ما بعد الجائحة والتي أصبحت فيه الاستثمار بالأسهم مهم من أكثر أي وقت مضى لتعويض بعض متطلبات الحياة لدى بعض العائلات في بلدان تأثرت باندلاع أزمة كورونا.
وأشارت «رمسيس» إلى أن أهم هذه العلامات استمرار عملية اللقاح الفعال العادل ضد وباء كورونا، وتساوي الفرص بين فئات الشعوب والأهم عدم ظهور أي أعراض جانبية من اللقاح، وكذلك الحد الزمني لهذا اللقاح، بمعنى ألا يكون هناك أي تعطيل في منحة ولا قوائم انتظار طويلة لأن نجاح عملية التطعيم تعني تعافي اقتصاديات المنطقة بوتيرة أسرع من الماضي، ومن ثم استئناف الأعمال التجارية وتعويض خسائر الغلق.
أما ثالث تلك العلامات، فهي اهتمام القائمين على المنظومة الاقتصادية وخصوصا أسواق المال بالوضع وحرصهم الجم على صدور قرارات لا تحدث إرباك لشتى المستثمرين، بل يصدرون قرارات متواكبة مع ما يحقق الأمان لأموال المستثمرين ويجعلهم في اطمئنان جزئي، وجزئي لأن طبيعة أسواق المال التقلب مع الأمور العالمية من سياسية واقتصادية وغيرها، بحسب حنان رمسيس.
بدوره، قال أحمد معطي، المدير التنفيذي لشركة في أي ماركتس في مصر، إنه يجب على من يفكر في الاستثمار بأسواق المال حاليا، أولا تحديد هل هو يرغب في استثمار أمواله على مدى زمني قصير الأجل أم متوسط الآجل أم طويل الأجل، مشيرا إلى أنه إذا حدد ذلك فيفضل تنويع استثماراته بالمحفظة بين الاستثمارات الأكثر ثباتا وغيرها.
وأشار إلى أن أفضل الطرق لتحديد الأسهم المناسبة للشراء، خاصة في الاستثمار المتوسط وطويل الأجل هو الاعتماد على الشركات التي تحقق صافي ربح لفترة زمنية كبيرة وانتظار أي تصحيح لسعر أسهمها والشراء منها، وأيضا متابعة البيانات الاقتصادية للدولة وأكثر القطاعات الأكثر رواجا، ومتابعة أيضا التقارير السياسية وأخبار رؤساء مجلس إدارة الشركات التي سيستثمر فيها المستثمر.
ولفت إلى أن الأسهم الأفضل وقت الأزمات هي التي ترتبط أكثر بنوع الأزمة، فمثل أزمة كورونا فهي أزمة صحية، بالتالي كل القطاعات التي ترتبط بهذه الأزمة هي الأفضل مثل قطاع التكنولوجيا وقطاع الأدوية والصحة.
ويرى «معطي» أن البورصة المصرية برغم هبوطها، ولكنها فرصة جيدة للشراء، لأنها تحقق أسعار متدنية أقل من القيم العادلة للأسهم، بالإضافة لاهتمام القيادة السياسة بالبورصة المصرية، وبالتالي أتوقع أن نرى صعودا خلال الفترة القادمة للبورصة، مشيرا إلى أنه يرى أيضا أن البورصة السعودية والإماراتية خاصة بها فرص جيدة للاستثمار، خاصة في ظل استقرار أسعار البترول، بالإضافة لتنويع استثمارات تلك الدول بعيدا عن النفط.
ومن جهته، أوضح رئيس شركة تارجت للاستثمار، نور الدين محمد، إن البورصات بصفة عامة تعتبر هي الميزان الحساس الذي يعبر عن الحالة العامة للدولة من اقتصاد وسياسة خارجية وداخلية، وعليه فهناك العديد من العناصر التي تؤثر على أداء تلك البورصات.
وأشار إلى أن الاستقرار السياسي هو أهم العوامل التي يجب أن ينظر إليها من يرغب في شراء الأسهم، موضحا أن ذلك ظهر جليا على البورصة المصرية في الفترة الماضية، فما حدث من تراجع شديد في المؤشرات وأسعار الأسهم كان السبب الرئيسي فيه هو الصراع الدائر حول السد الإثيوبي.
ولفت إلى أن الاستقرار الاقتصادي هو أحد هذه العوامل ويظهر ذلك جليا في ما يحدث في البورصة السعودية، بعد عمل استراتيجيات اقتصادية لفترات طويلة والبدء في تنفيذها وتحديد السياسات الضريبية وتثبيتها، وكان لذلك أثرا كبيرا في جذب العديد من الاستثمارات للبورصة السعودية، وتم قيد العديد من الشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة وزادت نسية مشاركتها في المؤشرات العالمية مثل مؤشر مورجان ستانلي على حساب بعض الدول الأخرى مثل مصر.
وأشار إلى أن من تلك العوامل أيضا إعطاء محفزات للشركات المقيدة لتشجيع الشركات على القيد بالبورصة، وجذب رؤوس أموال جديدة للاستثمار عن طريق تقليل الضرائب والدمغات التي تزيد من تكلفة التداول وتؤدي إلى إحجام المستثمرين وخروجهم من السوق.
ويرى أن الأسواق العربية قد ترى انتعاش على المدى القصير، وخصوصا السوق المصرية في حال والوصول إلى حل سلمي سريع لموضوع السد الإثيوبي، وهو ما يتوقعه، أما بالنسبة للسوق السعودي فيرى أنه يسير بخطى بطيئة ولكنها ثابتة وهذا هو المفضل دائما في الاقتصاد عموما.
من جهتها، قالت دينا صبحي، خبير أسواق المال وعضو الجمعية المصرية المحللين الفنيين، إن من يرغب في استثمار مدخراته يبحث في الحقيقة عن فرصة جيدة وأمنة للاستثمار، ولذلك ننصح أن من يرغب في ذلك يبحث عن مخاطرة واختيار أسهم آمنة لضمان انخفاض الخسارة وانخفاض المكسب في حالة وجودها.
ونصحت أن من أخذ قراره في الاستثمار وأصبح من فئة المتداولين بأسواق المال فيجب عليه التنوع في الاستثمار في الأسواق ومتابعة الأخبار الاقتصادية والسياسية والمالية ومعرفة كل الظروف المحيطة، وأيضا التحليل الفني والمالي لاختبار الوقت المناسب، والتأكد من وجود الأسهم التي اختارها داخل اتجاه صاعد في بداية أو منتصفة، مع حرصه على عدم الدخول في حالة الارتفاع القوي لاحتمال المخاطرة أو بوضع دعوم قوية واحترامها بشدة.
بدوره، أوضح محمد حسن، العضو المنتدب لدى بلوم مصر للاستثمارات المالية، إنه قبل الاستثمار في البورصة لا بد من التأكد من كفاءة السوق واستعداده للصعود عن طريق التأكد من ارتفاع أحجام التداول في ذلك السوق الذي ترغب فيه استثمار أموالك، إضافة لتحسن الحالة الصحية في البلد التابعة لذلك السوق وانخفاض أعداد الإصابة بكورونا، واستقرار الوضع الاقتصادي، والوضع السياسي، وزيادة تداولات المؤسسات وخاصة الأجنبية واتجاههم للشراء.
ولفت إلى أنه في وقت الأزمات يجب من يرغب في الاستثمار بالأسهم الدخول بأسهم القطاعات الأقل ضررا في أوقات الأزمات وهي قطاع التكنولوجيا والقطاع الصحي وقطاع الأغذية.
وبين مينا رفيق، مدير البحوث بشركة المروة لتداول الأوراق المالية، إن الوقت المناسب لشراء الأسهم أن تكون بعد تراجعات قوية، وأن تكون وصلت لمستويات مغرية مع بدء ارتفاع أحجام التداول المنفذة على السهم دخول الأموال الذكية.
وبدورها، قالت دعاء زيدان، خبيرة أسواق المال بشركة تايكون لتداول الأوراق المالية، إن الوقت المناسب لشراء الأسهم والاستثمار بأسواق المال هو الوقت الذي تسود فيه الحالة النفسية السيئة ودعوات الخروج من الأسواق بعد هذه التصحيحات العنيفة في دورة الأسواق تسمى مرحلة اليأس وهي أول مراحل التجميع للصعود ومن بعدها حصد المكاسب.
وأكدت أن تلك المرحلة تأتي بعدها مرحلة الأمل وبداية إعطاء إشارات دخول وتحرك الأسهم لمرحلة سعرية أعلى وبداية تحقيق المستثمر لأرباح جزئية، مشيرة إلى أنه في وقت الأزمات يلجأ المستثمر إلى الأسهم الدفاعية ذات الحركة السعرية الصغيرة وتعطي كوبونات جيدة ومن أهم القطاعات الدافعية في بورصات الناشئة في مصر والخليج قطاعات الأغذية والأدوية.
وقال أيمن الزيات، محلل أسواق المال، إنه لدراسة التوقيت المناسب لشراء الأسهم لا بد من معرفه الوضع الاقتصادي العام ويحبذ أن يكون مستقرا هو الوضع السياسي، بالإضافة لمعرفة ربحية الشركات وقوة أدائها المالي ومعرفة نسب التوزيعات النقدية التي تقوم بها، مشيرا إلى أنه إذا توافرت العوامل الماضية حينها تكون معدلات المخاطرة ضعيفة بالأسواق والتنويع في الأسهم القوية ذات الأصول العالية والقوية ماليا مع الاحتفاظ بجزء دائم من السيولة بعيد عن الأسهم هو الأصح والمهم.
ويرى تامر السعيد، خبير أسواق المال والمدير لدى سي آي كابيتال للسمسرة في الأوراق المالية، إن من أحد هذه العوامل استقرار الأجواء المحيطة بالمنظومة الاقتصادية وإرساء مبدأ الإفصاح والشفافية ظهور أخبار إيجابية على كثير من القطاعات والأسهم مثل التوزيعات نقدية أو عينية أو عمليات استحواذات أو توسعات وغيرها.
وأشار إلى أن من تلك العوامل أيضا بداية ظهور قوى شرائية وضعف القوى البيعية خاصة من قِبل المؤسسات وبالتالي انخفاض كثير من الأسهم إلى مستويات أسعار غير مسبوقة، وتحقيق أحجام تداول كبيرة تتخطى المتوسط السابق عليها.