ضربة شمس
لا أقصد به الفيلم الشهير لمحمد خان، ولكن ما أتعرض له عند اللف والدوران على المحلات، لشراء مستلزمات البيت في النهار الحارق ولا أحد يشكرني أو يلتفت لمجهودي الكبير، مجرد أن تطأ قدماي البيت حتى يصلني صوت أولادي وصراخهم ومتطلباتهم.. لا أحد يشعر بي وبدماغي التي تأن من حرارة الشمس، وقدماي المتورمتين، المصيبة عندما يتبرم ويعترض أحدهم على ما اشتريته ويطالبني باستبداله فورًا وإلا لن يستخدمه.. حدث هذا عندما اشتريت ملابس جديدة لأولادي، وظننت أن "ذوقي هيعجبهم"، لكن ابنتي الصغيرة لم يعجبها لون الفستان، وطالبتني باستبداله بآخر على ذوقها، وكذلك ابنى الكبير الذي تأفف من حذائه الرياضي، وطالبني بشراء آخر "ماركة عالمية"، وقد اعتبره حذاءً من الدرجة الثالثة.
لما جادلتهم بالحسنى، أن عملية الشراء ليست سهلة كما تظنون، فتجمعوا كلهم على قلب "طفل واحد"، وصمموا على ضرورة نزولي مرة أخرى ليلًا، على شرط أن يصحبوني لاختيار ما يريدون بأنفسهم.
لم يتكاسلوا و نزلوا معي وجادلت كل محل دخلته وتحايلت وتوسلت لإرجاع بضاعتهم رغم شعارهم السائد "البضاعة المباعة لا ترد ولا تستبدل"، ولولا أنني أخبرتهم بنية شرائي منهم، ووجدتني أغرم غرامات فادحة وأدفع كل ميزانية شهر كامل.. غير أن عودتهم للبيت وهم في قمة السعادة خففوا من وطأة المصاريف، وأخبرتهم بضرورة التقشف والعجيب أنهم وافقوني الرأي لأنهم اشتروا كل الأشياء التي تمنوها.