ياسمين جمال
في المحن تظهر شهامتهم وجدعنتهم بالوقوف إلى جانب بعضهم، ففور وقوع حادثة انقلاب عربات قطار بنها في محاظفة القليوبية، ما أدى لوقوع عدد من الضحايا، سارع الكثيرون من الأهالي للتضامن مع أشقائهم في الوطن، والوقوف بجانبهم بكل طاقة يملكونها، فقام صاحب أحد المطاعم بتقديم طعام للمصابين، وآخر ضحي بوقته وذهب لينقذهم من بكل طاقته، وأخرى حملت فوق رأسها «صنية» مملوءة بكل ما تشتهي النفس من طعام، ليمثلوا مواقف عظيمة يراها الجميع في حادث قطار بنها.
كان فهد عطية، موجودًا في مطعمه في منطقة كورنيش النيل، حين صدمه خبر وقوع الحادث، مما جعله يتواصل مع مطعمين يملكهما، قريبان من منطقة وقوع الحادث، وأمر عماله بإخراج كل الوجبات الموجودة للمستشفى مجانًا، ويحكي «فهد» أن ذلك الأمر طبيعيًا، لأن عند وقوع الأزمات يتنافس الجميع على تقديم المساعدات الخيرية.
مشهد بطولة تصدرته طالبة تدعى ياسمين جمال، تدرس في الفرقة الأولى بكلية الشريعة والقانون، فعندما صدمها خبر الحادث، أحضرت معدتها وأدواتها التي تستخدمها في الكفن والتغسيل، متجهة إلى مستشفى بنها التي يوجد به الضحايا، إذ تحكي لـ «الوطن»، قائلة: «أول ما عرفت جهزت الأكفان وجميع أدوات الغُسل، علشان أقدر أساعد أهالي الضحايا».
تصدرت المشهد بقوة حين حملت فوق راسها صينية الطعام، مليئة بأشهى الأكلات متجهة إلى مكان الحادث، لتقدمه للمصابين، وتحكي هنية طه لـ «الوطن»، أنها تقطن بالقرب من السكة الحديد، ورأت الحادث حين كانت قادمة من عملها في إحدى عيادات الأسنان، فأعدت «صينيتها»، وذهبت لتساعد المصابين.
شهد محيط مستشفى بنها الجامعي، بمحافظة القليوبية، إقبالًا كبيرًا من شباب المدينة والأهالي، وتزاحمًا شديدًا للتبرع بالدم لمصابي الحادق، إذ توافدوا قادمين من كل الأعمار، فمن بينهم كبار السن والشاب أيضًا.
كان هناك عدد من الأشخاص الموجودين في الحادث، لم يتعرضوا لشئ ولكنهم يحتاجون إلى تناول وجبة الإفطار لأنهم على صيام طول اليوم، مما جعل أهالي قرية سندنهور والقرى المجاورة، يقدمون وجبات الإفطار إلى راكبي القطار الآمنين.
تعليقات الفيسبوك