مبادرة مرسال المراسيل
أسر فرقتها الأحداث الراهنة في سوريا، حالت الظروف بين لقاء الأب وابنه وبين الزوج وزوجته لفترات طوال، هدية وكلمة طيبة في وقت غير متوقع بالتراسل عبر الإنترنت، باتت ملاذ المغتربين منهم في مصر إلى ذويهم في بلاد الشام، يقربون المسافات ما استطاعوا، تهون وجيعة الفراق ويعيشون على أمل لقاء قريب.
لطالما تعذر اللقاء بين المغتربين السوريين في مصر وأسرهم المستقرة في سوريا، بحثوا عن طريقة للتواصل مع أهاليهم، حتى وجدوا غايتهم في خدمة «مرسال المراسيل»، تلك المبادرة التي دشنها أحمد حبشي، أحد المغتربين السوريين بمصر، وشقيقه المستقر في العاصمة السورية دمشق لتوصيل الهدايا من مصر إلى سوريا في الموعد والمكان المحدد.
«أنا وأخي عندنا محل بسوريا أخي هناك وأنا هنا بمصر، فكرنا نساعد أهل سوريا المقيمين بمصر للتواصل مع أهاليهم في سوريا ومن هنا خصصنا أرقام لاستقبال الطلبات من بناخد العنوان والرقم وبتواصل مع أخي يوصل المطلوب داخل سوريا»، يقول أحمد الشاب السوري المقيم بمصر في بداية حديثه لـ«الوطن»، عن مبادرتهم التي تهدف لربط الأسر السورية ببعضها البعض.
باقات ورد وشيكولاتة وهدايا مختلفة يطلبها المغتربون السوريون بمصر لتوصيلها إلى أهاليهم في شتى أنحاء سوريا، فرحة ممزوجة بالدموع لحظة وصول الهدايا إلى المقصودين في سوريا، «أكتر شيء بيأثر فينا لحظة فرحة الناس بإن أهاليهم في مصر فاكرينهم» وتنهال عليهم الدعوات فتقشعر أبدانهم من جمالها، بحسب وصف أحمد المغترب السوري في مصر.
وزاد الطلب عليهم بعد ارتفاع خدمات الشحن والبريد عبر الدول، فالأمر لا يتجاوز التواصل عبر الرقم المصري المخصص للمباردة وطلب الهدية المراد توصيلها على عنوان محدد في سوريا ويتواصل الشاب المغترب في مصر مع شقيقة بدمشق لتوصيل الهدية المطلوبة بثمن في متناول يد الأسر السورية المغتربة.
ليست باقات الورد والشيكولاتة هي الهدايا الوحيدة المطلوبة من المغتربين السوريين إلى ذويهم في الأعياد ومناسبات أعياد الميلاد والمباركات بالزواج والنجاح فقط، بل يسعى بعضهم لمساعدة أهله بإرسال المواد الغذائية والمستلزمات الضرورية إلى منازلهم، فيتولى أحمد إبلاغ شقيقه في سوريا بالمطلوب، ويتولى توفير المطلوب وتوصيله على العنوان المذكور في الموعد المحدد.
تعليقات الفيسبوك