قصة البابا يوأنس الـ17 الذي حدث في عهده غلاء وزلزال كبير بمصر
غلاف كتاب السنكسار
يحيي الأقباط الأرثوذكس، اليوم 20 أبريل، ذكرى وفاة البابا يوأنس السابع عشر البطريرك الـ105 من «باباوات الكرازة المرقسية».
توفى البطريرك وفقا لكتاب «السنكسار الكنسي»، وهو كتاب يقرأ في صلوات الأقباط ويذكر قصص القديسين ومقسم حسب التقويم القبطي»، في 13 برمودة عام 1461 «قبطي» الموافق 20 أبريل 1745 من الميلاد.
وكان اسمه الأصلي عبد السيد الملواني، وهو من مدينة ملوي بمحافظة المنيا، وترهبن في دير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر، وأنتقل منه إلى دير الأنبا بولا، واختاره الرهبان ليكون قسيسا لهم علي دير أنبا بولا فرسمه البابا يوأنس البطريرك 103 مع زميله مرجان الأسيوطي الذي صار فيما بعد البابا بطرس السادس البطريرك 104 الذي قبله.
ولما توفي البابا بطرس السادس البطريرك 104 تشاور الأساقفة والكهنة والأراخنة في من يصلح للبطريركية ووقع اختيارهم علي تقديم هذا القس فأحضروه من الدير إلى القاهرة وأجروا قرعة هيكلية - كما جرت العادة - وبعد القداسات التي أقيمت لمدة ثلاثة أيام تمت القرعة فسحب اسمه فرسم بطريركا في كنيسة مرقوريوس أبي سيفين بمصر القديمة، في يوم الأحد 6 طوبة سنة 1443 قبطي الموافق 12 يناير سنة 1727 ميلادي.
وبعد رسامة هذا البطريرك وقبل قراءة الإنجيل فتحوا باب مقبرة البطاركة ليأخذ - كالعادة - الصليب والعكاز من البطريرك سلفه فلما نزل المقبرة وأخذ الصليب، «طقطق العظم» في المقبرة في وجهه ففزع لوقته وأمر بأبطال هذه العادة قائلا: «إن الصلبان أو العكاكيز كثيرة ثم أبطل هذا التقليد وكان الغرض منه أن يتعظ الخلف من مصير السلف حتى لا يغتر بالمركز ويتكبر فتكون رؤيته لمصير سلفه عظة وعبرة دائمة أمامه ولبث البابا بعد رسامته مقيما أسبوعا في مصر القديمة وبعدها توجه إلى القلاية البطريركية بحارة الروم.
اهتم البطريرك بتشييد الكنائس والأديرة وترميمها وتكريسها فتم في مدة رئاسته تشييد كنيسة حسنة بدير أنبا بولا أول السواح بجبل نصر، وبعد هذا قام البابا ببناء كنيسة ومبان مختلفة بدير أنبا أنطونيوس أبي الرهبان وكرسها، ورسم هناك قمامصة وقسوسًا وشمامسة.
كما أنه في السنة التاسعة من رئاسة هذا البطريرك أي في سنة 1451 قبطي، وردت الأوامر السلطانية بزيادة الضرائب في أرض مصر علي المسيحيين واليهود ثلاثة أضعاف مقدارها فكانت ضرائب الطبقة العالية أربعة دنانير والمتوسطة دينارين والأخيرة دينارا واحدا ثم زيدت بعد ذلك وفرضت علي فئة القسوس والرهبان والأطفال والفقراء والمتسولين ولم يستثنوا منها أحدا وكان الملتزمون بتحصيلها يحصرون سنويا من قبل السلطان فكانت أيامه شدة وحزن علي أرباب الحرف والفقراء.
وفي أيام هذا البطريرك شهد الناس أيضا غلاء عظيم أعقبه زلزال كبير بمصر استمر في نصف الليل مقدار ساعة حتى تزعزعت أساسات الأرض وتهدمت المنازل وارتجف الناس، وتوفي بعد أن جلس علي الكرسي ثماني عشرة سنة وثلاثة أشهر وثمانية أيام ودفن بمقبرة البطاركة بكنيسة مرقوريوس أبي سيفين بمصر القديمة وقد كان معاصرا للسلطان أحمد الثالث والسلطان محمود الأول وخلا الكرسي بعده مدة شهر واحد.