داخل غرفته الواسعة، مكث على مكتبه الذي يحمل جهاز كمبيوتر ضخم يجاوره عدة كتب لفنون النحت والرسم الرقمية، ليحمل قلمه ولوحته الإلكترونية ويصنع الكثير من الخطوط بدقة شديدة، يقضي ساعتين يوميا لينحت صورة طبق الأصل للفنان الراحل عمر الشريف، ولكن عبر مجسم ثلاثي الأبعاد.
الفنان أحمد نجيب.. من الحاسبات والمعلومات إلى «الفن الرقمي»
أحمد نجيب، يبلغ من العمر 34 عاما تخرج في كلية الحاسبات والمعلومات، لكنه لم يعمل بمجاله، حيث اكتشف موهبته بالرسم مبكرا، ليقرر تطويع دراسته بها، لذلك درس علم الألوان وسلوك الضوء في الجلد البشري وفيزياء الضوء لمحاكاة الواقع، لذلك اتجه إلى رسم والنحت الرقمي عبر الكمبيوتر، ومن ثم نشر لوحاته عبر العديد من منصات الفن الإلكترونية المحلية والعالمية، لذلك تم اختياره في بعثة لأمريكا، مسبقا، كممثل للفن الرقمي، وتمكن من عرض لوحاته بها وفي مدينة نابولي الإيطالية.
منذ أكثر من عقد، يعمل «نجيب» بشكل حر في الرسم والنحت الرقمي عبر مجموعة من البرامج المخصصة، ليصنع الكثير من المشاهد التخيلية واللوحات ثلاثية الأبعاد، ولكن مع دراسته بشكل أكبر لفيزياء الضوء وأبعادها على الجلد، قرر قبل 3 أشهر صناعة منحوتة كاملة من صنعه لشخصية محبوبة بين المواطنين ومشهورة عالميا، وتمتلك وجه معبر ذو ثنايا واضحة ومميزة.
«نجيب» استغرق 3 أشهر في صناعة منحوتة عمر الشريف: نفسي أبعتها لحد من أهله
وبعد التفكير المعمق، اختار نجيب شخصية الفنان عمر الشريف، الذي يمتلك تاريخا فنيا في مصر وخارجها ومحببا لدى الكثيرين، لصناعة منحوتة رقمية ثلاثية الأبعاد، ليقضي حوالي 3 أشهر، بمدة ساعتين يوميا تقريبا، انغمس فيها عبر الكثير من التفاصيل، منها تحديد الوجه والخطوط العديدة التي تملئه ورسم الجبهة والبسمة الشهيرة له وشكل الأسنان والعين، وحجم الجسم، وغيره من المكونات الدقيقة، لنحت الوجه معتمدا على عدة صور سابقة ومختلفة للنجم العالمي الراحل، حتى يتمكن من معرفة «تقسيمة وشه وتفاصيله الدقيقة وحركته ونظرته»، على حد قوله.
انتهى «نجيب»، من تصميمه قبل بداية شهر رمضان، وسارع بنشر منحوته عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، لإحياء ذكرى النجم الراحل، حيث يتمنى أن يتمكن من إحياء ذكراه قبل 3 أشهر من موعد وفاته.
«وأنا بعمل المنحوتة، كنت عايز أحسس الناس أنها صورة جديدة له يفتكروه بيها، علشان كده اخترت أعمله منحوتة وهو كبير».. يعتبر ذلك واحدا من أهداف الفنان أحمد نجيب من خلال عمله الذي لاقي إعجابا كبيرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وفقا لحديثه لـ«الوطن»، حيث يأمل في نشر تلك اللوحات عالميا وإرسالها لأحد أفراد أسرته، حيث بحث كثيرا عنهم في مصر لكنه لم يتمكن من الوصول إلى أحد.
وقال خريج كلية الحاسبات والمعلومات، إنه يستعد لتكرار التجربة مرة أخرى خلال الفترة المقبلة، ولكن الأهم هو اختيار الشخصية المميزة، حيث يجب أن تجمع أكثر من أمر فيها، على غرار عمر الشريف، أولهم أن يكون وجه معبر ولديه قاعدة شعبية ضخمة، لإسعاد جمهوره بتلك المنحوتة.
ويرى أن النحت الرقمي لا يختلف عن الواقعي على الإطلاق، ولكنه أكثر دقة وأقرب إلى المواطنين، حيث يحتاج لأدوات مشابهة من الفرش والقلم، بالإضافة لمهارة الدقة، حيث يبدأ في التصميم الأولى عبر الكمبيوتر، ثم بناء الملامح الدقيقة للوجه، ويليها التلوين من الأبيض السادة إلى الألوان الأخرى المميزة للجلد والملابس، فضلا عن التركيز على التفاصيل الدقيقة الخاصة بثنايا الوجه لتخرج صورة طبق الأصل من الشخص.
تعليقات الفيسبوك