غضبة «كفر بدران»: الأهالى يقطعون الطريق بعد مصرع وإصابة 3 برصاص مسلحين
قطع المئات من أهالى قرية «كفر بدران» بالشرقية، أمس الأول، طريق «منيا القمح - الشرقية» الفرعى، وأشعلوا النيران فى منزل شيخ الخفر، احتجاجاً على مقتل وإصابة 3 منهم برصاص مسلحين اقتحموا القرية وفتحوا النار عشوائياً على المواطنين أثناء خروجهم من المسجد، بسبب وقوع مشاجرة بين بائع وسائق «توك توك» من القرية.
وقال شهود عيان إن الأمور تفاقمت، صباح أمس، وسط تقاعس الأجهزة الأمنية، مشيرين إلى أن عدداً من أهالى قرية كفر بدران، سحلوا مواطناً من بلدة المهاجمين وهى قرية «التلين»، وتعدوا عليه بالأسلحة البيضاء، وذلك بعد ضبطه أثناء مروره قرب قريتهم.
«الوطن» رصدت تفاصيل الواقعة، والاشتباكات التى تلتها فى 10 مشاهد تلخص الأحداث التى استمرت 24 ساعة كاملة، وسط غياب من أجهزة الأمن.
المشهد الأول:
بدأت الأحداث فى العاشرة من صباح يوم الجمعة، بمشادة كلامية بين شابين أحدهما يدعى معاذ، سائق «توك توك» من أهالى قرية كفر بدران، والآخر يدعى إبراهيم صلاح، بائع بسوق القرية ومقيم بقرية التلين، بسبب اصطدام التوك توك ببضاعة البائع.
وتطورت المشادة إلى مشاجرة بالأيدى، وتجمع عدد من شباب القرية فى محاولة لتهدئة الأوضاع.
المشهد الثانى:
نجح الأهالى فى التفريق بين الطرفين، وغادر البائع، السوق، وترك دراجته البخارية «تروسيكل»، واستغل سائق «التوك توك»، غياب الطرف الآخر، وسكب بنزين على الـ«تروسيكل»، وأشعل النيران فيه مما أدى إلى تلفه بالكامل.
المشهد الثالث:
نجح الأهالى فى احتواء الموقف، وغادر أغلبية المواطنين السوق، مع رفع أذان الجمعة، وسط مخاوف من محاولة البائع، الذى غادر متوجهاً لقريته «التلين»، الانتقام، وبالفعل لم تمض ٣٠ دقيقة، حتى عاد البائع بصحبة العشرات من البلطجية، حاملين الأسلحة الآلية والخرطوش، واقتحموا القرية، وسط صرخات النساء وبكاء الأطفال.
المشهد الرابع:
فوجئ عشرات المصلين، أثناء خروجهم من المسجد بعد صلاة الجمعة، بسيارة تحمل عدداً من البلطجية حاملين الأسلحة، وحاول البعض الاستفسار والتصدى للمسلحين، إلا أنهم فتحوا النيران بشكل عشوائى على الأهالى، ما أدى إلى مصرع حمادة محمد محمود، وإصابة اثنين آخرين بطلقات نارية.
وسارع أمين شرطة من أهالى القرية، إلى منزله، وأحضر سلاحه الميرى، وبادل البلطجية إطلاق النيران، وأجبرهم على مغادرة القرية وترك السيارة.
المشهد الخامس:
توافد مئات المواطنين، من باقى مساجد القرية، على مكان إطلاق النار، وأشعل مواطنون غاضبون النيران فى سيارة البلطجية، وسارع آخرون بالاتصال بالشرطة والإسعاف، وبالفعل حضرت سيارتا إسعاف ونقلتا جثمان القتيل، والمصابين لمستشفى الأحرار بالزقازيق، فى حين لم تحضر قوات الشرطة.
المشهد السادس:
فى الثالثة عصراً، قام الأهالى الغاضبون، بقطع طريق «منيا القمح - الزقازيق» الفرعى، وأشعلوا النيران فى إطارات السيارات ووضعوها بعرض الطريق، احتجاجاً على «تباطؤ وتقاعس» الشرطة.
وتسبب قطع الطريق فى تكدس السيارات وإحداث حالة من الشلل التام، ما دفع الرائد محمد زيتون، مدير وحدة مرور منيا القمح، إلى تغيير خط سير السيارات إلى الطرق الفرعية.
المشهد السابع:
تصاعد غضب الأهالى، بسبب استمرار الغياب الأمنى، ودخل البعض فى مشادة مع عمدة القرية، وصلت للتعدى عليه بالسب، وتوجهت مجموعة غاضبة لمنزل شيخ الخفر، نبيل عبدالنبى، وأشعلوا النيران فيه، منددين بتقاعس الخفر عن حفظ الأمن داخل القرية.
المشهد الثامن:
هدأت الأوضاع فى القرية، انتظاراً لوصول جثمان الضحية حمادة محمد، وأعلنت مكبرات الصوت بالمساجد، عن تشييع جنازته عقب صلاة العشاء، وبدأ توافد عشرات الأهالى من القرى المجاورة، للمشاركة فى الجنازة، فيما خيم الحزن على القرية، ووقف العشرات على الطريق انتظاراً لوصول الجثمان.
وبعد صلاة العشاء، تحرك الآلاف من أهالى قرية كفر بدران والقرى المجاورة، فى مشهد جنائزى مهيب.
المشهد التاسع:
عقب تشييع الجنازة، فوجئ أهالى القرية بأحد الشباب يدعو عبر مكبر صوت أحد المساجد، للتجمع والذهاب إلى قرية المتهمين، للثأر منهم، إلا أن العقلاء من أهالى القرية، تدخلوا وأقنعوا الشباب بضرورة التخلى عن هذه الفكرة، واتباع الطرق القانونية للقصاص للضحية.
المشهد العاشر:
فى الحادية عشرة من صباح السبت، وبعد 24 ساعة كاملة، ضبط أهالى قرية «كفر بدران» شاباً من قرية المتهمين، وظنوا أنه يحاول استطلاع الأمر فى قريتهم.
وتعدى شباب غاضبون عليه بالضرب بالأسلحة البيضاء والعصى، وقاموا بسحلة، حتى حضرت الشرطة، ونجحت فى تخليصه من أيديهم، بعدما أقنعوا الأهالى بضرورة تسليمه للأمن، واتباع السبل القانونية.