مفهوم الوقت والشعور به، لا يزال من الأمور المعقدة ففكرة مروره بسرعة شديدة في شهر رمضان الكريم من المسائل المعقدة التي تشغل بال الكثيرين، رغم أن النظام الزمني معروف، وهو الدقائق والساعات والأيام والأسابيع، لكن يتساءل الكثيرون «لماذا نشعر بمرور الأيام سريعا في شهر رمضان؟».
مرّ 10 أيام من شهر رمضان الكريم، وكأنها يوماً واحداً، فالأيام تمضي سريعاً، فعجلة الحياة لا تنتظر أحداً، وبحسب موقع «بي بي سي»، تقول كلوديا هاموند، عالِمة نفس وكاتبة يُعَد الإحساس بسرعة مرور الوقت كلما تقدمنا في العمر واحدًا من أكبر الألغاز المرتبطة بالإحساس بالوقت: «ولحسن الحظ، فقد أسفرت محاولاتنا الرامية إلى حل هذا اللغز عن بعض النتائج المثيرة».
وأشارت صحيفة فيلت الألمانية، إلى كتاب «صنع الوقت» للمؤلف البريطاني ستيف تايلور، حيث حاول الكتاب الإجابة عن سر تسارع الوقت، ووجود شعور داخلي عند كل إنسان بمرور الوقت سريعا، ويختلف هذا الشعور من شخص إلى آخر، كما أنه يعتمد على الحالة النفسية للإنسان، فعلى سبيل المثال ينقضي الوقت بسرعة بالنسبة للإنسان إذا ما كان غارقا في العمل، بينما يمضى متثاقلاً في حالة الملل أو الشعور بالألم، لذلك يلعب العامل النفسي المزعوم دورا مهما في الإحساس بالوقت وفي تعاملنا معه بشكل مختلف.
لماذا يمر الوقت سريعاً في رمضان؟
ونقلاً عن موقع «سي بي سي» فالوقت يمر بسرعة حين يقوم الأشخاص بالكثير من الأمور والاستمتاع بها، ولكن الواقع مغاير تماماً، ففي حال كان الشخص من الفئة التي تستمتع بيوميات رمضان من خلال منح التفاصيل إهتماماً بالغاً فالوقت قد يبدو لك وكأنه يمر بسرعة ولكن المجال الزمني سيبدو أطول.
وهناك مثالاً على ذلك تناول السحور والتركيز على الواجبات الدينية ثم الذهاب الى العمل، رغم أن الوقت يبدو لك وكأنه مر سريعاً خلال قيامك بكل الأحداث السابقة، لكن حين تفكر بالسحور فسيبدو لك وكأنك تناولته قبل ساعات طويلة جداً، والسبب في ذلك أن التركيز على التفاصيل يجعل المجال الزمني يبدو أطول مما هو عليه.
الوقت والسعادة
اكتشف العلماء بأن التصور الشخصي للوقت يعتمد على نشاط الخلايا العصبية التي تنتج الناقل العصبي الدوبامين وكما هو معروف الدوبامين هو الأكثر تأثير على شعورنا بالسعادة.
ويؤثر الدوبامين على مجموعة من الخلايا العصبية تسمى المادة السوداء وينطلق منها إلى المناطق الأخرى في الدماغ، فنشاط المادة السوداء هو العنصر الرئيسي في عملية معالجة الوقت.
وقد وجد العلماء أنه كلما زاد إنتاج الدوبامين في خلايا المادة السوداء تزايدت الإشارات التي يرسلها الدوبامين، ويؤدي ذلك إلى قلة الفواصل الزمنية بين إشارات الأعصاب، ما يفسر إحساسنا بمرور الوقت بسرعة، والعكس صحيح انخفاض نشاط الخلايا العصبية يؤدي إلى إحساسنا بمرور الوقت ببطء.
تعليقات الفيسبوك