أجيال وراء أجيال كانت تنتظر «الفوازير» من عام إلى عام، لتزرع البهجة فى نفوس المصريين والعرب، سواء بالأغانى أو الرقصات أو الكوميديا، التى تنبع من خفة دم المصريين، ووراء كل هذه الحلقات كان هناك رجل عاشق لعمله، يسعد له طوال العام، إنه المخرج الراحل الكبير فهمى عبدالحميد، أو «ملك الفوازير».
بعد انتهاء «زمن فوازير فهمى عبدالحميد» لم يستطع أحد أن يملأ الفراغ الذى تركه، فما السر؟؟ سؤال أجاب عنه نجله الملحن محمد فهمى، قائلاً: «السر يكمن فيه هو شخصياً، لأنه كان سابقاً عصره وزمانه، يبتدع أشياء دون إمكانيات نهائياً، ولو كان موجوداً الآن كان سبق عصره بمراحل أيضاً»، مشيراً إلى أن والده كانت لديه غرفة فى التليفزيون يعيش فيها، ويعود إلى المنزل مرتين أو ثلاثاً فقط خلال شهر رمضان.
«كنت أنتظر قدوم العيد الصغير لافتقادى له، وكان يغيب علينا كثيراً، ويبذل مجهوداً كبيراً فى عمله، وكان ينام على كنبة لمدة ساعتين أو ثلاثاً فقط ثم يعود إلى العمل، لدرجة أن عينيه كان يصبح لونهما أحمر بسبب الإرهاق والتعب، وعندما يأتى العيد كان ينام لمدة 3 أيام».
ويروى «محمد» ذكرياته مع والده فى شهر رمضان، حيث كان يذهب إلى والده فى الاستوديو بالتليفزيون المصرى فى شهر رمضان منذ الطفولة، خاصة وقت فوازير «فطوطة» التى قام ببطولتها الفنان سمير غانم، فى أعوام 1981، و1982، و1983، لافتاً إلى أنه عاصر الفوازير التى قامت ببطولتها الفنانة نيللى، ولكنه كان صغيراً جداً وقتها، كما شاهد أيضاً الفنان الكبير صلاح جاهين فى الاستوديو، حيث كان يتعاون مع والده فى الفوازير، ورأى أيضاً الملحن عمار الشريعى الذى تعاون مع والده فى الفوازير.
وعن شخصية «فطوطة»، يقول «محمد» إن والده استوحاها من شقيقه «وائل»، لأنه كان يرتدى «بدلة» والده وحذاءه، وهى أكبر منه، وكان شكله يبدو مضحكاً، لذلك خطرت بباله الفكرة وقتها.
ويتذكر «محمد» أن فهمى عبدالحميد كان يأخذ رأيهم فى الفوازير وأبطالها، لافتاً إلى أنهم كانوا يقولون له: «اللى إنت شايفه يا بابا، وهتطلع حاجة جميلة»، موضحاً أنه غيّر أبطال الفوازير لأنه يحب التغيير والتنوع، ولكى لا يملّ المشاهد من الأعمال التى يقدمها سنوياً، ولذلك أدخل العمل الدرامى فى الفوازير لكى يكون مختلفاً ومجدداً فى كل عام.
اتجه نجل فهمى عبدالحميد إلى الألحان والموسيقى التصويرية، ولم يتجه إلى المجال نفسه الذى عمل به والده، والسبب فى ذلك: «لا أحد يقدر الاقتراب من هذه المنطقة، مَن يدخلها يكون خاسراً تماماً، حتى لو قدم شكلاً مختلفاً مناسباً للعصر.
تعليقات الفيسبوك