صورة وأكشن.. رحلة فرج فوده مع زوجته من الجامعة: الحب وحده يكفي
المفكر الراحل فرج فودة
اشتهر بمعاركه المتواصلة، التي لم تهدأ حتى بعد اغتياله على يد التيارات الإسلامية المتشددة، ليظل الراحل واحدا من أكثر الكتاب إثارة للجدل والعواصف الفكرية حتى اليوم، لكن في المقابل لم تحمل حياته الشخصية إلا الحب والمودة لزوجته وحب عمره الوحيد، التي تعلق بها منذ أن شاهدها للمرة الأولى بكلية الزراعة، لتشاركه باقي عمره حتى رحيله في عام 1992.
وخلال سلسلة رمضان «صورة وأكشن»، «الوطن» توثق جانبا غير معلوم من حياة المفكر الراحل فرج فودة، التي ربما لا يعلمها حتى محبوه وعشاقه، حيث طغت حياته العملية والعلمية، التي خاض خلالها معارك قوية مع أصحاب تيار الإسلام السياسي والمتطرفين، على حياته الشخصية، رغم أنه كان يحمل قلبا بسيطا حانيا لم تسكنه سوى زوجته التي كانت «حب حياته»، حتى اغتياله في واقعة هزت مصر بأجمعها.
فرج فودة أحب «سهام» منذ النظرة الأولى بكلية الزراعة
فرج فودة.. واحد من أشهر الكتاب بتاريخ مصر، حيث ولد في 20 أغسطس 1945، ببلدة الزرقا في دمياط، وتخرج في كلية الزراعة في يونيو 1967، ثم حصد درجة الماجستير في العلوم الزراعية، ودكتوراه الفلسفة في الاقتصاد الزراعي من جامعة عين شمس، ورفض بشدة التعاون مع جماعة الإخوان في الانتخابات، وحاول إطلاق حزب المستقبل، لتصدر الجماعات التكفيرية فتاوى بتكفيره.
وخلال ذلك عُيّن فودة معيدا بكلية الزراعة في جامعة عين شمس، وحصل على درجة الماجستير في الاقتصاد الزراعي عام 1975، لكنه لم يكن يدري أنه أثناء بدايته لحياته العلمية ستأسره فتاة من النظرة الأولى، بجمالها وأدبها، حينما شاهدها بين صفوف الطلاب في العام الأول له بكلية الزراعة وهو يستعد للتدريس كمعيد.
ولم يتمكن في البداية المعيد فرج فودة من الكشف عن حقيقة مشاعره لطالبته الجميلة، فحاول التقرب من أصدقائها، عبر شرحه لهم دون مقابل مادي كعادته مع غيرهم من الطلاب، والذهاب من مسكنه بالمنيل إلى منطقتها بشارع القصر العيني للتدريس لأحد جيرانها من أجل رؤيتها بالصدفة لمرة واحدة خلال حركتها بالشارع، وسعى لتوثيق ذكرياتهما معا بالكلية عبر صور عديدة، وفقا لحديث ابنته سمر فرج فودة لـ«الوطن»، موضحة أنه في أحد المرات كان لديه طالب توفى والداه إثر حادث، ولكنه حرص على الحضور للامتحان رغم حزنه البالغ، ليدعمه والدها وقتها بشدة.
الاستماع لأم كلثوم ووردة.. عادات فرج فودة الرومانسية مع زوجته
وبعد أن تأكد فوده من مشاعره تجاه سهام، سارع بالتقدم لخطبتها من والدتها، التي وافقت بشرط الزواج عقب إتمام نجلتها لدراستها الجامعية، ليعقدا حفل الخطوبة بمنزل والدة سهام، وبالفعل سعى الكاتب الشهير إلى دعم خطيبته خلال الدراسة، رغم رفضه تعريفها بأسئلة الامتحانات لتخضع لها كغيرها من الطلاب، حيث تقول سمر: «مامي كانت دايما بتقول إنها بتسأله طيب أذاكر إيه، وهو مكنش بيرضى يقولها طبعا خالص ويقولها زيك زي كل الطلاب».
وعقب زواجهما، انتقل فودة وسهام إلى منطقة مصر الجديدة التي أقاموا فيها طيلة مدة 18 عاما من زواجهم، حيث كانوا يحرصون على الاستمتاع سويا بأغاني أم كلثوم ووردة، ليكون ذلك جانبا رومانسيا لم يعرفه كثيرون من محبي «شهيد الكلمة»، بشأن «حبه الأول والأخير».
بسبب خطأ في القراءة بالعراق.. فرج فودة يعتقد أن زوجته أنجبت «سعد»
ومن القصص المميزة بين «شهيد الكلمة» وزوجته، التي ترويها نجلته، أنه أثناء حملها في ابنتهما سمر، تم انتدابه للعمل في العراق، فأرسل لها خطابا يخبرها فيه باشتياقه لها، ويطلب منها أنها «إذا ولدت أنثى سميها سمر، ولو ولد سميه كريم»، فردت عليه بخطاب بعد الولادة وأخبرته بإنجابها للطفلة سمر، مثلما طلب، حيث كانت تستغرق الرسائل وقتها طويلا للوصول حينها، ولكن قبل وصول الخطاب له فتحه أحد المسؤوليين وقرأ الاسم خطأ «قالوله في ميكروفون مبروك لقد رزقت سعد، فوالدي استغرب جدا وتضايق قال ايه سعد ده، أنا مقولتلهاش كده» تقول سمر.
وتابعت بأنها بعد إتمامها 6 شهور، سافرت له مع والدتي، حيث كان يستعد لاستقبال سعد ولكنه وجد ابنته سمر، لتتهلل أساريره وقتها، ويتداولون القصة على سبيل الفكاهة لاحقا.
وبعد عدة أعوام، تم اغتيال المفكر الراحل فرج فودة، عقب مناظرة شهيرة مع الدكتور محمد عمارة، والشيخ محمد الغزالي، والمستشار محمد الهضيبي، المتحدث باسم جماعة الإخوان، المدافعين عن الدولة الدينية، والمطالبين بعدم الفصل بين الدين والدولة، عام 1992، فيما تصنف بأنها أخطر مناظرة في القرن العشرين باعتبار فودة دعى صراحة فيها للعلمانية، وطالب بفصل الدين عن الدولة، حيث حضرها أكثر من 30 ألف شخص في استاد القاهرة الرياضي.