«الجارديان»: 6 أسباب وراء كارثة تفشي كورونا في الهند
محارق جماعية لجثث مصابي كورونا في الهند
اعتبرت صحيفة «الجارديان» البريطانية، في تقرير لها اليوم الأربعاء، أن هناك 6 أسباب أدت إلى انتشار فيروس كورونا المستجد في الهند، بذلك الشكل الكارثي.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أنه يوجد حوالي أكثر من مليون حالة إصابة جديدة بالفيروس كل ثلاثة أيام، وبحسب علماء الأوبئة وغيرهم من الخبراء، هناك العديد من العوامل قد تضافرت خلال الأشهر الماضية، كي تصل الهند إلى المرحلة الأسوأ لانتشار الفيروس في العالم.
طفرات السلالات
وأوضحت الصحيفة أن الطفرات الجديدة للفيروس تمثل إحدى أهم العوامل التي تسببت في أن تكون الموجة الجديدة للفيروس في الهند، مدفوعة بطفرات شديدة العدوى، وهو ما أطلق عليه الطفرة المزدوجة أو المتغير B1617 والذي حظي باهتمام كبير من جانب علماء الأوبئة، على الرغم من أنهم لاحظوا أنه لا يبدو أنه السلالة السائدة في جميع أنحاء البلاد، ولم يتم أخذ عينات كافية من الفيروس لإلقاء اللوم على عاتق سلالة بعينها، حيث تسببت السلالة البريطانية في حدوث إصابات في أجزاء من الهند، بالإضافة إلى طفرات أخرى لم تتم دراستها بشكل صحيح بعد.
وأفضل تخمين لعلماء الأوبئة هو أن هذه العدوى أكثر عدوى من تكرار الفيروس، الذي انتشر في البلاد العام الماضي، ونقلت الصحيفة عن الدكتور «شهيد جميل»، عالم الفيروسات ومدير كلية «تريفيدي» للعلوم الحيوية بجامعة «أشوكا»، قوله: «يمكننا القول إن هذه الطفرات معدية بشكل أكبر بناءً على سلوكها».
الإخفاق السياسي
وقالت الصحيفة إنه كانت هناك طفرات مثيرة للقلق في الهند منذ ديسمبر الماضي على الأقل، وكانت حالات الإصابة لا تزال أقل، لذلك من غير المرجح أن تكون العامل الوحيد الذي يقود هذا التفشي، وكانت الهند قد خففت إلى حد كبير من إجراءات التباعد الاجتماعي والحجر الصحي بحلول شهر مارس الماضي، وهو قرار يُنظر إليه الآن على أنه سوء تقدير سياسي عميق، حيث بدأت أعداد الحالات الرسمية في الهند في الانخفاض بشكل حاد منذ سبتمبر.
وكان من الممكن أن يكون فرصة لدعم نظام الرعاية الصحية في البلاد، وبناء البنية التحتية للتطعيم قبل الموجة الحالية، والتي حذر العديد من العلماء من أنها أمر لا مفر منه، ولكن بدلاً من ذلك، مضى رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، قدماً في التجمعات الانتخابية، حيث تفاخر بحجم الجماهير، ومباريات «الكريكيت»، بما في ذلك التواجد في ملعب جديد يحمل اسمه، كما أعلن حزبه «بهاراتيا جاناتا»، أن الهند تغلبت على فيروس كورونا.
التجمعات الدينية
وأضافت الصحيفة أنه من ضمن الفعاليات الأحداث التي سُمح لها بالمضي قدماً تجمع «كوم ميلا»، وهو أحد أكبر التجمعات في العالم، والذي جذب ملايين الحجاج الهندوس إلى ضفاف نهر «الجانج»، على مدار عدة أسابيع، دون توفير وسائل السلامة المناسبة.
إهمال التباعد الاجتماعي
بالنسبة للعديد من الهنود، الذين يعيشون في أحياء فقيرة مزدحمة أو يجبرون على العمل من أجل البقاء، فإن التباعد الاجتماعي أمر مستحيل، ومع ذلك، تمكن آخرون، وخاصةً أفراد الطبقة المتوسطة في المدن الكبرى، من اتخاذ احتياطات تضمن سلامتهم من الإصابة بالفيروس العام الماضي، ما ساعد على إبطاء انتشار الفيروس، كما حذا العديد من الهنود حذو قادتهم، وتخلوا عن هذه الإجراءات خلال شهري فبراير ومارس الماضيين، وعادوا إلى المطاعم وصالونات ومراكز التسوق، وبالنسبة للبعض، كان القرار قاتلاً.
ضعف البنية التحتية الصحية
يوجد في الهند العديد من المستشفيات والأطباء الممتازين، لكن نظام الرعاية الصحية الحكومي بها هو أحد أكثر أنظمة الرعاية الصحية ضعفاً في العالم، حيث هناك أقل من طبيب واحد لكل 1000 شخص، وينخفض هذا الرقم أكثر في المناطق الريفية والدول الفقيرة، والنتيجة هي نظام هش مبني على عدد أقل من الأسرة المطلوبة وإمدادات من المعدات الطبية والأدوية والأكسجين، التي لا يمكنها تحمل عدد كبير من الحالات، كما يعني أيضاً قدرة أقل من الدولة على تتبع حجم الوباء في المناطق الريفية على وجه الخصوص، حيث يعتقد أن معظم الناس يموتون في المنزل، ويكون سبب وفاتهم غير مسجل.
بطء إنتاج اللقاحات
دخلت الهند الوباء كأكبر منتج للقاحات في العالم، ولا تزال تواصل إنتاج أكثر من 80 مليون جرعة شهرياً، لكن الصين والولايات المتحدة تتفوق عليها الآن، حيث قامتا باستثمارات كبيرة في تصنيعهما العام الماضي، وفي المقابل، تعاني الهند من نقص، على الرغم من أن تناول اللقاح بين الهنود كان أبطأ من المتوقع، حيث تلقى حوالي تسعة من كل 100 شخص جرعة واحدة على الأقل حتى الآن.