دار الافتاء
قد يضطر بعض المواطنين إلى أداء الصلاة خلال رحلة سفرهم بالقطار، الأمر الذي يعد موضع شك حول جواز الصلاة داخل القطارات، حيث ورد إلى دار الإفتاء المصرية سؤالاً: «ما هو الحكم الشرعي في شأن الصلاة في القطار المتحرك لدى الأئمة الأربعة؟».
أجاب عن السؤال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أنه يجوز شرعًا الصلاة في القطار عند المذاهب الفقهية الأربعة على أن يصلي المسلم قائمًا متجهًا إلى القبلة؛ وذلك قياسًا على جواز الصلاة على السفينة؛ حيث ورد أنَّ النبي سُئِل عن الصلاة في السفينة فقال: «صَلِّ فِيهَا قَائِمًا إِلَّا أَنْ تَخَافَ الْغَرَقَ».
وسئل أنس بن مالك رضي الله عنه عن الصلاة في السفينة فقال عبد الله بن أبي عتبة مولى أنس رضى الله عنهما: «سافرت مع أبي سعيد الخدري وأبي الدرداء وجابر بن عبد الله رضى الله عنهم جميعًا، فَكَانَ إِمَامُنَا يُصَلِّي بِنَا فِي السَّفِينَةِ قَائِمًا، وَنَحْنُ نُصَلِّي خَلْفَهُ قِيَامًا، وَلَوْ شِئْنَا لَأَرْفَأنَا وَخَرَجْنَا».
وقال الأحناف، فيما نقله العلَّامة الكاساني الحنفي في «بدائع الصنائع»: «وتجوز الصلاة على أي دابة كانت»، ثم قال في سياق كلامه عن جواز الصلاة على السفينة واستشكال السير في أثناء الصلاة: «ولأنَّ السفينة بمنزلة الأرض؛ لأن سيرها غير مضاف إليه فلا يكون منافيًا للصلاة، بخلاف الدابة فإن سيرها مضاف إليه».
وعند المالكية: قال الشيخ عليش المالكي في «منح الجليل»: «وإذا ابتدأ الصلاة في السفينة لجهة الكعبة فدارت السفينة إلى غير جهتها فيدور المصلي معها أي القبلة أو السفينة، أي: يدور للقبلة مع دوران السفينة لغيرها إن أمكن دورانُه، وإلا فيصلي حيثما توجهت به، ولا فرق في هذا بين الفرض والنفل».
وعند الشافعية، قال الإمام النووي في «الروضة»: «وتصح الفريضة في السفينة الجارية والزورق المشدود على الساحل قطعًا»، وعند الحنابلة: قال العلَّامة ابن قُدامة المقدسي الحنبلي في «الكافي»: «هل تجوز الصلاة على الدابة لأجل مرض؟ فيه روايتان: إحداهما: تجوز، اختارها أبو بكر؛ لأن مشقة النزول في المرض أكثر من المشقة بالمطر».
تعليقات الفيسبوك